في ظل الحد من تداعيات أزمة ندرة المياه التي باتت تهدد المملكة، شرعت السلطات في مجموعة من المدن والجهات في تنفيد قرار عاملي يقضي بترشيد استهلاك الماء الصالح للشرب، وذلك عبر اغلاق الحمامات التقليدية، ومحلات غسل المركبات لمدة ثلاثة أيام من كل اسبوع، بهدف مواجهة العجز المائي الناتج عن دخول المغرب في السنة السادسة على التوالي من الجفاف.
وفي هذا الإطار وجه عبد الوافي الفتيت، وزير الداخلية وجه مراسلة الى السلطات على مستوى العمالات والتقاليد، يدعو فيها إلى الحزم في مسألة “ترشيد المياه “، بسبب توالي سنوات الجفاف وتراجع منسوب المياه في السدود.
ودعا الفتيت الولاة والعمال الى فرض حظر نهائي على الأنشطة التالية: ري الفضاءات الخضراء والحدائق العامة، وتنظيف الطرق والساحات العمومية باستخدام المياه، وملئ المسابح العامة والخاصة اكثر من مرة واحدة في السنة وزراعة المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، بالتنسيق مع وزارة الزراعة، كما يهدف هذا القرار الى التدبير الأمثل للماء.
وللاشارة فقد أصدر والي جهة مراكش اسفي وعامل عمالة مراكش، فريد شوراق عددا من القرارات والتي تشمل مجموعة من المجالات، تتمثل في تقنين عمل الحمامات وغسل السيارات، وكذا تقنين بعض الأنشطة الزراعية، وتدبير الموارد المائية وسقي الملاعب.
بالإضافة إلى تحديد توقيت العمل في أربعة أيام في الأسبوع: الخميس، الجمعة، السبت ، الاحد ،مع المطالبة ارباب هذه المحلات بضرورة اتخاد كافة التدابير والاجراءات الكفيلة لاقتصاد الماء.
ومن جانبه أوضح الناطق الرسمي باسم الحكومة بايتاس، في معرض جوابه بشأن الإجراءات المتخدة بعدد من الأقاليم المملكة ، بهدف الحد من اهدار المياه واستخدامها بشكل معقلن، خلال لقاء صحفي عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، ان شح التساقطات المطرية، والتعبئة التي تقوم بها الحكومة امر بالتعامل بكثير من العقلنة مع هذه الموارد، مسجلا ان التوعية تعد من بين المحاور الأساسية التي يتم الاشتغال عليها من اجل الحفاظ على هذه المادة.
وأضاف أن الحكومة تعمل على تسريع البرامج والمشاريع التي تندرج في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي، والذي يشمل انجاز مجموعة من السدود وتحلية مياه البحر، والاستغلال الأمثل بمياه السدود.
ومن جانبها وجهت الجامعة الوطنية لجمعيات ارباب ومستغلي الحمامات التقليدية والفرشات بالمغرب، مراسلة الى وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، مطالبة بتعليق قرار اغلاق الحمامات لثلاثة أيام متتالية ،في سياق خطة الحكومة للحد من اهدار المياه لمواجهة أزمة ندرة هذه المادة.
وقالت الجامعة، في رسالتها ان القرار المتخد حاليا والفاضي باغلاق الحمامات لثلاثة أيام متتالية (الاثنين ،الثلاثاء ,اربعاء)، لايقل قساوة وضررا عن سابقه خلال فترة الجائحة نظرا ل “غياب الاعتدال والحكامة”، معتبرة أن من شأن هذا القرار الاضرار بقطع الحمامات وتعريض العاملين فيه الإفلاس، وتأكيديها ان هذا القرار سيحرم مايزيد من 200 الف من شغيلة الحمامات من مدخولها اليومي طيلة مدة الاغلاق ،وهو مايوثر سلبا على الطاقة الشرائية لهذه الفئة العريضة بحسب تعبيرهم.
التعليقات مغلقة.