في سابقة لم يشهد التاريخ مثلها قررت السلطات المغربية اغلاق الحمامات امام الشعب المغربي، وذلك بسبب الازمة التي من المحتمل ان تضرب المغرب لا قدر الله والمتعلقة بنذرة الماء، واستنزاف الفرشة المائية، من قبيل اصحاب المسابح الكبرى، والرياضات، واماكن الكولف و”الكازو” والفيلات والاقامات السياحية واصحاب الاماكن المخصصة لغسل السيارات والشاحنات.
هذا وشهدت المملكة الشريفة للاسف الشديد خلال السنوات الخيرة استنزافا كبيرا للفرشة المائية بسبب السياسة المائية غير الرشيدة التي انتهجتها الدولة وخاصة فيما يتعلق بالمخطط الاخضر والذي تحول الى مخطط اسود للاسف الشديد، اضافة الى عملية التصدير التي كانت ولازالت الدولة تنهجها مما يقتضي الاستعمال المفرط للماء وخاصة انتاج بعض الخضر والفواكه والتي كثر عليها الطلب ومنها “الافوكاتو” و”البطيخ الاخضر” والتي كانت اصابع الاتهام تشير الى وجود مخطط اسرائيلي كان وراء هذه الزراعات للاسف الشديد، وتاكد ذلك بعد التاشير على التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وعليه فهل سيدخل المغرب والمغاربة مرحلة الاتساخ والعطان والعفونة، بعد اغلاق الحمامات واماكن غسل السيارات، بل واضيف الى ذلك منع السلطات المغربية لزراعة الجزر كذلك؟ ام ان الاتساخ والعطانة والعفونة ستطال الطبقة الفقيرة و”الدرويشة” والتي لا تغتسل اساسا الا اذا وصلها السكين الى العضم، اما الطبقة “الالبة” والطبقة المخملية و”الهاي كلاس” فالماء يجري من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم، ومسابحهم عامرة، وحدائقهم مخضرة، ومساحاتهم الخضراء يانعة، ويستحمون بالليل والنهار في الصباح والمساء، ولا يهتمون اصلا لمشكل الماء “ينقص ولا يزيد”، بل كل همهم هو حصد اليابس والاخضر من خيرات المغرب والمغاربة، والسعي نحو مراكمة الاموال، والبحث عن “الكرمومة” ذات اليين وذات الشمال وبدون النظر الى المبادئ او القيم لان ذلك لا يعنيهم في شيئ.
نتمنى من الله صادقين ان ينعم علينا بنعمه ظاهرة وباطنة، وان يجود علينا بجوده وكرمه، وان لا يبتلينا كما ابتلى اقواما من قبلنا، وان يجعل سبحانه وتعالى كورونا وغيرها من المحن التي عاشها المغرب والمغاربة في الاونةالاخيرة فرصة نجو الرخاء والسعادة والهناء، والا يثقل مشكل الماء كاهل المغرب والمغاربة من جديد، خاصة وان الماء منبع الحياة، قال تعالى:”وجعلنا من الماء كل شيء حي”.
التعليقات مغلقة.