ماجاء في سجايا الأشخاص: الطيبة والخبث

الانتفاضة / الأستاذ: محمد عبيد

ماجاء في سجايا الأشخاص: الطيبة والخبث!
المرض نصيب، والعلاج قرار
عيوب الجسم يسترها متران من قماش… ولكن عيوب الفكر يكشفها أول نقاش
ليست الأمراض في الأجساد، بل فيِ الأخلاق أيضا.
لذا إذا رأيت سيّءَ الخلق، فَادعُ لهُ بِالشفآء
وأحمد الله الذي عافاك ممآ أبتلاه
تقول الحكمة:” إذا لزم النقد، فلا يكون الباعث عليه الحقد، وليكن موجها إلى الآراء بالتمخيص لا إلى الأشخاص بالتنقيص.”
وصدق من قال:
“أصيلُ الطبعِ تجده أصيلَ القلب أيضًا، فلا ترى شهمًا أصيلًا إلا وتربيته الغالية تُعبِّر عنه، وقلبهُ الطيب يتكلَّم بمواقفهِ وأفعاله.”
“ذو الأصل الطيب حتى في عداوته شريف، وقليل الأصل حتى في صداقته خبيث.”
“وسجايا الأشخاص الخبيث هو كذلك، ودون حس حتى في صداقته، كما الطيب في عداوته يبقى دائما طيبا !”
لست مختلفا عنهم بأشياء تعجيزية لكني مختلف بأدق تفاصيلي..
الأصيل يبقى أصيل مهما تغير الزمن وتبدلت الظروف.
قل الحقيقة لولا النسيان لما بدأنا حياة جديدة في كل يوم، فسبحان الذي يعرف ماذا يريد ويعطينا فوق ما نريد..
يذهب الكثيرون إلى حد القول بأن العالم الطيب قد اختفى، إلا أنهم يجمعون على أن يقظة ضمير الطيبين فائقة البهاء، فحياتهم تتميز بالشفافية والوضوح وعدم التزييف، وهذا بالذات ما يسمو بأرواحهم عما يفسدها، وليس الأمر هيّنا أن يكونوا كذلك في ظل مجتمع سكيزوفريني يحمل أفراده أقنعة متعددة..
الإنسان الطيب بكل بساطة مهما صدمته بعض السلوكات وبعض المواقف وبعض العبارات اللا إنسانية قبل أن نقول لا أخلاقية ولو أنه احيانا تثير فيه انفعالات لا إرادية لا يرد على الآخرين بنفس أفعالهم، فهو على قناعة تامة بأنه لا يليق به، أن يغير منهجه فى الحياة، لذا فهو لا يتراجع عن طيبته ويستمر فى البذل والعطاء، فهو على قناعة بأن أفعال الآخرين السيئة تحرق قلوبهم وهم الخاسرون.
كيف يكون صاحب القلب الطيب فى حالة من الصراع لما يتعرض له من ظلم، وأحيانًا انتقام لذنب لم يقترفه؟ لماذا يتعرض للقسوة من كثرة سماحته؟.. إن خسارة قلب طيب يتعامل معنا يعد بمثابة حرب على الإنسانية جمعاء، لماذا نقتل هذه القلوب الطيبة التى تقدم لنا الحب والخير؟.
فالإنسان الطيب يتمنى الخير للجميع ويشارك الآخرين آلامهم وأحزانهم ويساندهم.. وفى المقابل لا يحصل على قدره فيتألم ويشعر بمرارة الجحود والجفاء.. فالطيبون دومًا يتعذبون من أجل كلمة صادقة قالوها أو نصيحة مخلصة نصحوا بها غيرهم.
يجب ان تكون عندنا مقبره جاهزة لندفن فيها أخطاء المتزلفين والمتغرطسين والسفهاء بالأخص….
جاء في إحدى التدوينات ذات حكمة:
-أين أجد القطار الذاهب إلى عالم أفضل !!!!
-ياصغيري أي عالم تقصد؟
-ذلك العالم الذي أخبرني عنه جدي، عالم فيه البشر مازالوا على هيئه إنسان، عالم سماؤه تحلق بها طيور الخير… والقلوب صافيه خاليه من الحسد… عالم فيه الجار للجار والصديق وقت الضيق… والأقربون أولى بالمعروف… عالم يحب فيه الناس بعضهم ويسعون لخير الجميع.
-ياصغيري… قطار ذلك العالم آخر محطة كان فيها هو “عقل جدك”.

التعليقات مغلقة.