الإختلاف بين الأديان وسيلة للتعايش السلمي ونبد العنصرية والعنف.

الانتفاضة

 سمية زوندو / صحفية متدربة
تعتري حياة الأفراد والمجتمعات اختلافات كثيرة وعديدة ومتنوعة ،كاللغة والقومية والدين واللون والجنس والعادات والتقاليد وغير ذلك، ولعل أكثر هذه الاختلافات هي الاختلاف في الأديان والمعتقدات الدينية، حيث يعرف العالم انتشارا وتوسعا مضطردا في عدد من “اللمعتقدات غير الشرائع والملل السماوية المعروفة: كالمسيحية واليهودية” والدين الاسلامي الحنيف. وغيرها والتي يعتقد بها كثير من الناس حول العالم.
فإذا أمعنا النظر ودققنا التحليل واوسعنا الجبة الثقافية والعلمية في الموضوع المشار اليه انفا، و في المعنى الشامل لمصطلح التعايش والتآلف والتآخي، نجد أنه يعبر عن الألفة والرحمة والمودة ونبد معاني الحروب والعنف والحقد والحسد والضغينة، والكراهية والعنصرية المقيتة والحزبية الضيقة والقبلية الكريهة ، لأنه كما هو معروف ومتداول فصفة التعايش التي نحن بصدد معالجتها والحديث عنها تتسم بالحب والوئام والوداد والصبابة بين جميع أفراد المجتمع على الرغم من جميع الاختلافات الدينية والعقائدية والمذهبية، فعندما يتقبل الشخص الطرف الآخر فهو حتما يصل إلى مرحلة كبيرة من التآخي والتسامح والرقي بالمجتمع إلى معاني الحضارة والتماسك، ولعل من بين أهم مظاهر التعايش نذكر على سبيل المثال لا الحصر التعايش الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي والحضاري…الخ، الذي من خلاله تتكون العلاقات وتتأطر الصداقات مع أهل الديانات الأخرى و الذي من شأنه تقوية روابط الأخوة داخل المجتمع، والمساهمة كذلك في تبادل الخبرات والمهارات والتجارب بين أفراده مما يخلق لنا مجتمعا متساويا ومتضامنا ومتكافلا دون النظر إلى الاختلافات الدينية والعقدية والمذهبية. ومن مظاهر هذا التعايش أيضا نجد التعايش الثقافي، حيث أن الثقافة تعتبر الركيزة الأساسية في أي مجتمع ولها دور فعال في نشر وترسيخ قيم التآخي والتآلف بين الناس، ثم نذكر أخيرا وليس اخرا التعايش الاقتصادي الذي من مظاهره خلق العلاقات الاقتصادية بين الامم المختلفة مما يؤدي إلى رفع مستوى ومنسوب المجتمع والارتقاء به نحو مدارج الرقي والسمو والنمو والتطور وتحقيق مبدأ التعايش بين مكوناته وافراده.
تأسيسا على ما سبق فإن مبدأ التعايش لا يقتصر على الجانب الديني فقط بل تتسع رقعته ليشمل كذلك الثقافة والحضارة والاقتصاد والسياسة والدين، ومن أهدافه كذلك العيش في سلام وامن دون الحاجة الى الصراعات أو النزاعات مع العمل على نشر قيم الثقافة والاحترام المتبادل بين الشعوب والأمم.
لذلك فعلى الجميع ان يفهم ان الاختلاف العقدي والديني ليس مطية للصراع والتمذهب والتحزب والتخندق وراء الشعارات والآراء والأفكار والتصورات والايديولوجيات بل هو وسيلة نحو إرساء دعائم الحب والتآخي والتسامي والتآلف والتعاضد. وأن الاختلاف رحمة ووسيلة لتوطيد وتوطين وتأسيس أمة قال فيها الله سبحانه وتعالى في القران الكريم “كنتم خير أمة أخرجت للناس”.

التعليقات مغلقة.