ذ. الكبير الداديسي
كباقي مدن المغرب شن موظفوا بعض القطاعات بآسفي الإضراب المعلن عنه من طرف ثلاث مركزيات نقابية (الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، والفيدرالية الديمقراطية للشغل، بشكل مشترك، والمنظمة الديمقراطية للشغل، ونقابات قطاعية أخرى، مثل النقابة المستقلة للتعليم، هذا ناهيك عن النقابة الوطنية للتعليم العالي، التي تخوض إضرابا قطاعيا لمدة ثلاثة أيام، شهد نجاحا “غير متوقع”، خاصة في بعض القطاعات.) ومن خلال المعاينة الأولية يلاحظ أن نسب تلبية نداء الإضراب في المؤسسات التعليمية كانت متفاوتة بين مؤسسات كان الإضراب ناجحا فيها % 100 ومؤسسات كانت المشاركة بها ضعيفة، كما عبر لنا عدد من الموظفين عن خوضهم كل إضراب متعلق بالتقاعد تدعو إليه أية نقابة مهما كانت تكلفة الاقتطاعات .
وقد توصلنا بإحصائيات صادرة عن الاجتماع التقييمي الذي جمع فرعي المركزيتن النقابيتين ( الفيدرالية الديمقراطية للشغل و الاتحاد العام للشغالين بالمغرب) بآسفي مساء الثلاثاء تفيد أن النسبة بلغت في قطاع التعليم 75% , و70% في الجماعات المحلية و قطاع الصحة ، و65% تحققت في المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ، فيما بلغت النسبة 80 في المائة في التعاون الوطني ونسبة 95 في المائة في كل من الوكالة الحضرية و العدل…
وهي نسب حسب المركزيتين تعكس مدى أهمية وخطورة المساس بمستقبل الموظف من خلال الإقدام على إصلاح منظومة التقاعد واعتبار المعايير الأربعة مجحفة تجعل الدولة تتنصل من كل التزاماتها سواء في متابعة المسؤولين عن إفراغ الصناديق ، أو مساهمتها المادية في تكلفة هذا الإصلاح …
كما يستفاد من هذا الإضراب الإنذاري و انخراط المضربين والتزامهم بالإضراب في هذه الظرفية العصيبة لمعظم الموظفين المتزامنة مع مصاريف الدخول المدرسي واقتراب عيد الأضحى بعد مصاريف العطلة الصيفية والاستعداد لأي اقتطاع من الأجر يستفاد من كل ذلك تأهب الموظفين لكل الاحتمالات الممكنة دون أن يهم أغلبهم الجهة الداعية للإضراب، وإن المشاركة المكثفة في هذا الإضراب لتعتبر ناقوس خطر وإنذارا موجها للحكومة التي عليها قراءة عواقب الاستمرار الأحادي الجانب في تنفيذ مخططاتها لإصلاح أنظمة التقاعد…
وبغض النظر عن النسب التي ستكون أكثر تفاوتا بين تصريحات الحكومة وتصريحات النقابات لمضربة فإن هذا الإضراب – الذي مر دون إنزال أمني كما كان يحدث في كل دعوة لإضراب عام – أحدث رجة في بركة آسنة لم تتحرك مياهها بنفس الرجة من زمان . بعدما جمدت الاقتطاعات غير القانونية مياهها، والخوف كل الخوف أن تتحول هذه الرجة إلى تسونامي مدمر ما لم تضع الدولة كل الاحتمالات في الحسبان .
التعليقات مغلقة.