بعد مرور ثلاث سنوات على تحرك الآلة الإرهابية التي تعمدت تفجير مقهى أركانة بتاريخ 2011/04.28 حيث هز انفجر ضخم هذه المقهى الواقعة بساحة جامع الفنا إزاء سوق البهجة، وما خلفه من ضحايا مغاربة وأجانب، المقهى الذي جسد الملاذ الآمن للباحثين عن دفء مراكش وسحر جمالها، حيث تعمدت أيادي يتيمة إحداث شرخ عميق غير هدوء المدينة إلى صخب وجلبة في مشهد دموي أريد له أن يدخل المدينة وأهلها وزائريها في حداد امتد لأسابيع نتيجة فجاعة المشه وهول الصدمة، مادفع الأجهزة المختصة إلى البحث عن مصادر، ومنابع ومن لهم مصلحة في تحويل المجتمع المراكشي إلى مجتمع أريد له أن يتنفس الإرهاب رغم وداعة المدينة وطيبوبة أهلها الذين تعودوا أن يستقبلوا زوار المدينة بالابتسامة والترحاب، والكرم الحاتمي، بدل القتامة المصدرة، والتي أريد لمراكش أن تتجلبب بكل سوداويتها وتجرعاتها المريرة.
يعتبر الحدث حلقة من الحلقات الإرهابية التي عرفتها بلادنا بدءا من أحداث فندق آسني، مرورا بأحداث 16 ماي بالدار البيضاء وانتهاء بالحدث الفاجعة التي عاشت مراكش على إيقاعاته النشزة.
اهتزت جامع الفنا فاهتز معها الشعور الإنساني في كل بقاع العالم في موقف متضامن يدين الفعلة كما يدين مرتكبيها، ففتحت الساحة ذراعيها لاستقبال الزوار المغاربة والأجانب تحتضنهم وتبصم بقلة تقديرا لكل منهم تترجم بذلك تبنيها لقيم التضامن والنبل اللذين أصبحا عنوانا لأريحية المتعاطفين مع
الضحايا.
وبعد أن أصاب الحدث الساحة في العمق وأحال المشتغلين في المجال إلى انتظاريين أكرهوا على التعايش مع سلبيات التفجيرات في ظل احتواء الوعاء السياحي من لدن أباطرة فنادق السياحة والمطعمة على حساب قوت وسكينة وامن صغار المتحركين في المجال السياحي بالمدينة. بفعل لامبالاة بعض الأجهزة الوصية التي أدارت ظهرها للمتنفعين الصغار وتركت جلهم يواجه قدره دون أن
يجد سندا يخفف من وطأة الأزمة وذيولها وانعكاساتها على شريحة كبيرة ممن تظلهم الساحة.
فبعد مرور ثلاث سنوات على واقع التفجيرات وانعكاساتها الاجتماعية والنفسية جراء تقلص الأداء السياحي، وظهور بعض اللوبيات التي رأت في الحادث فرصة سانحة للاستكبار والاستقواء والإثراء غير المشروع.
وقد كان من تداعيات هذه الأزمة أن تعقب المجتمع المدني بالمدينة بؤر الفساد الذي استشرى على خلفية الفعل الشنيع، وتمت محاولة معالجته عن طريق الاحتجاجات والعرائض التي رفعتها مختلف الجمعيات ذات الصلة إلى الدوائر المسؤولة.
وبذلك تكون مكونات المجتمع المدني قد عبرت عن إخلاصها لرواح ضحايا الغدر، وعن إدانتها الشديدة لكل الذين يرومون الإساءة إلى الوطن والمواطنين.
إن المجتمع المدني، وهو يتذكر من خلال هذه المحطة مجمل المعاناة التي أرخت بظلالها على أسر الضحايا على اختلاف جنسياتهم ليستشعر من خلال هذه المشاركة النبيلة، كل مؤشرات التوجسس والخوف على مصير السياحة بالمدينة التي أصبحت تحت فعل هذا الجرم مهددة، أو مهددة لأرزاق وأقوات ومصير العاملين بالساحة وأسرهم، ما يستوجب من جميع الفاعلين على تعدد اختصاصاتهم التنبه واليقظة لإيقاف تداعيات هذا الواقع الجديد على امن وسلامة وعيش المدينة وساكنتها.
مولاي السعيد ابن سينا – عدسة : فتح الله الطرومبتي
التعليقات مغلقة.