محكمة النقض – مؤتمر دولي – المغرب وأمريكا معا من أجل إصلاح العدالة‎

بسم الله الرحمن الرحيم

  كلمة السيد الرئيس الأول لمحكمة النقض 

السيد الوكيل العام للملك المحترم؛

السيدة الرئيسة المحترمة؛

الزملاء الأمريكيين الأجلاء؛

الحضور الكريم؛

تحية تقدير وإكبار وشكر على تشريفكم لنا بمحكمة النقض المغربية للاحتفال معا بذكرى  رجل نكن له جميعا كل تقدير واحترام، رجل بصم الإنسانية جمعاء بمواقفه التي أثرت بشكل كبير في المجتمع الأمريكي خاصة والمجتمع الدولي عامة، إنه الزعيم الروحي الكبير M.L.K فاسمحوا لي أن آخذ من وقتكم بضعة دقائق للحديث عن فكره وفلسفته في محاربة الفقر والعنصرية والنزعة العسكرية بداية أشير إلى  مصادر إلهام من الشخصية الفدة : خلال دراسته بجامعة مورهاوس تأثر كثيرا بكتاب العصيان المدني ل Henry David Thoreau ووجد في رئيس الجامعة مشجعا له على اعتبار  الدين  قوة من أجل التغيير الاجتماعي التدريجي.

كما استلهم  الكثير من طريقة اللاعنف لغاندي  وخاصة من مناضل الحقوق المدنية Bayard Rustin وكذا عند زيارته للهند وإطلاعه عن قرب على فلسفة غاندي في المقاومة غير العنيفة كان M.L.K يعتبر ان الحل لجميع مشاكل العالم يتجلى في القضاء على الفقر والعنصرية والنزعة العسكرية.

كان يعتبر أن الفقر يتجلى في البطالة والتشرد والجوع وسوء التغذية والأمية ووفيات الرضع.

أما العنصرية فتتجلى في الميز العنصري والصراعات العرقية والتحيز الجنسي والاستعمار والجنسية المثلية والتمييز ضد كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والصور النمطية. فهو يعتبر أن العنصرية هي الإخضاع المطلق الذي ينتج القتل الروحي والجسدي ويعتبر أن من  السخف الاعتقاد بان عرقا واحدا هو المسؤول عن كل التقدم البشري.

أما النزعة العسكرية فتتجلى في الحرب الإمبريالية والتي ينتج عنها الإرهاب والاتجار بالبشر وجرائم العنف والاعتداء والمخدرات، ويعتبر أن الأمة التي تنفق على الدفاع العسكري  أكثر من البرامج الاجتماعية مآلها الموت الروحي.

ووصف M.L.K في كتابه “خطوة نحو الحرية” أن القضاء على هذه المشاكل يقتضي الالتزام بالمبادئ التي تهئ  للوصول إلى المجتمع الحبيب الذي يعتبره إطارا للمستقبل لتحقيق عالم يسوده الوئام ورفع مستوى العلاقات البشرية للوصول إلى  العدالة بكل معانيها وذلك من خلال اللاعنف الذي يعتبره وسيلة لحياة الشعب الشجاع بل هو قوة إيجابية لمواجهة قوى الظلم وذلك باستخدام القدرات الروحية والعاطفية والفكرية كقوة حية من أجل التغيير والمصالحة…

وكذلك من خلال تقبل المعاناة دون الانتقام للوصول إلى تحقيق الهدف ومن خلال تجنب العنف الداخلي للروح والعنف الجسدي الخارجي بهدف المحافظة على روح معنوية  عالية خلال حملة اللاعنف.

كما يعتبر الدكتور  M.L.K أن التغيير الاجتماعي بدون عنف يتطلب :

1-جمع المعلومات : وهي الطريقة التي تحدد الحقائق والخيارات من أجل التغيير وتحدد توقيت الضغط والمقاومة.

2-التعليم : يساعد القادة على تطوير قدراتهم ودرايتهم بالمشاكل والحلول التي يجب اتباعها.

3-الالتزام الشخصي : ويقتضي إعداد النفس لحملة طويلة الأمد.

4-التفاوض : وهو فن  الجمع بين وجهات نظرك ووجهات نظر خصمك من أجل التوصل إلى نتيجة عادلة.

5-العمل المباشر: ويلجأ إليه عند فشل المفاوضات في الوصول على حل عادل.

 

6-المصالحة : وهي الخطوة النهائية.

وكما أثرت فلسفة اللاعنف عند غاندي في مقاومته للاستعمار البريطاني، في M.L.K ، فإن فكر هذا الأخير أثر بشكل كبير في العديد من الشخصيات على الصعيد الدولي وضمنهم  جيسي جاكسون وكولن باول اللذين اتخذا M.L.K رائدا لهم في نضالهم من أجل الوصول إلى استثباب حقوق الإنسان.

كما أثر  فكره في حركات حقوق الإنسان في جنوب إفريقيا وكان مصدر إلهام  ل ألبرت لوثولي الحائز على جائزة نوبل للسلام ولازال  فكر M.L.K له تأثير كبير في مقاومة عدد من الشعوب لاعتداءات حكامها.

ويجب ألا ننسى دور M.L.K في الدفاع عن حرية الشعوب المستعمرة في العالم وخاصة في إفريقيا.

وأتساءل هل نصل يوما إلى المجتمع الحبيب كما وصفه M.L.K المجتمع الذي يمكن جميع الناس من المشاركة في ثروات الأرض، مجتمع بدون فقر، بدون جوع، بدون تشرد، بدون مرض، يسود فيه التسامح، لا وجود فيه للعنصرية والتمييز والتعصب والتحيز، لا وجود فيه لنزاعات دولية لا تستعمل فيه القوة العسكرية، يسوده الحب والثقة والسلم والعدل بدون خوف و لا كراهية.

من حقنا أن نحلم بهذا المجتمع كما فكر فيه M.L.K فتحية لهذا الرائد الذي و إن كان لم يصل إلى المجتمع الحبيب ولكن أسس الكثير لشعبه ولشعوب العالم .

مرة أخرى أعبر لكم عن سعادتي البالغة واعتزازي الكبير بحضوركم المتميز بيننا وأعتبر إحياء ذكرى M.L.K اليوم شرف عظيم لنا، فشكرًا لكم مرة أخرى وأتمنى لكم مقاما سعيدا بالمغرب.

 

التعليقات مغلقة.