الانتفاضة
إنطلقت في مدينة ريو دي جانيرو، مساء يوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025، عملية ضخمة من قوات الشرطة و الجيش نحو أحياء الفافيلا، و ذلك بمشاركة نحو 2,500 عنصر، مدعومين بطائرات مروحية و مركبات مدرعة و حتى طائرات بدون طيار، إستهدفت تنظيم Comando Vermelho الشهير بعنفه و سيطرته في شمال المدينة.
في فجر اليوم التالي، أصبح ما رآه سكان أحياء Complexo da Penha و Complexo do Alemão على جانب شارع تجاري مزدحم داخل الفافِلّا مشهداً لا يُصدَّق : عشرات الجثث، بعضها مغطّى بأغطية بيضاء، و بعضها الآخر نصف عارٍ أو بملابس داخلية فقط، مصطفّة بطول الطريق كأنها في ساحة معركة.
الحصيلة الرسمية الأولية أشارت إلى 64 قتيلاً، بينهم 4 ضباط شرطة، لكن مكتب الدفاع العام في الولاية رفع العدد إلى 132 قتيلاً على الأقل بعد أن جُمعت الجثث من الغابات المحيطة و وضعت في الشارع المفتوح.
الحكومة وصفت العملية بأنها حرب ضد «الإرهاب المخدراتي»، فيما حقوقيون محليون و دوليون إعتبروها «مجزرة الدولة» بحق سكان الأحياء الفقيرة.
سكان الفافِلّا، الذين عاشوا الرعب لساعات طويلة تحت وابل إطلاق النار و العمليات الجوية، خرجوا في اليوم التالي يحمل بعضهم جثامين ذويهم عبر الشاحنات، و وضعوها في الشارع كشاهد على مأساتهم، بينما غمر الدخان الحيّ و تردّدت رائحة الدم في الأجواء.
هذه العملية لا تُمثّل ببساطة تصعيداً أمنياً في البرازيل، بل تحولاً يعكس العلاقة بين الدولة و العنف داخل الأحياء المهمّشة، حيث المكاسب التكتيكية ربما تُحقّق، لكن الأسئلة عن العدالة، و المحاسبة، و حياة المدنيين ظلت معلّقة.