الانتفاضة
تُشيّد الأحياء وتتوسع العمارات في تامنصورت، لكن المرافق الأساسية لا تزال غائبة، وكأن المدينة بُنيت للسكن فقط، لا للحياة… سنوات مرت على إطلاق المشروع، ومع ذلك يُضطر السكان للتنقل يوميًا إلى مراكش لقضاء أغراضهم الإدارية والصحية، في رحلة مرهقة ماديًا ونفسيًا، تُضاف إليها معاناة البيروقراطية التي تُفرغ الخدمة العمومية من معناها، وتُحبط المرتفق بدل أن تُيسّر عليه. وسط هذا الإهمال، استبشر المواطنون ببناء مقر المحافظة العقارية، لكن المقر ظل مغلقًا دون تفسير، وكأنهم ينتظرون “إذنًا خفيًا” لفتحه، فيما يُجبر السكان على قصد محافظة سيدي يوسف بن علي بمراكش الشيء الذي يعرضهم أحيانا لسوء المعاملة وطول الانتظار.، . ورغم الامتداد العمراني والسكاني الكبير، ما تزال تامنصورت تفتقر إلى مستشفى إقليمي، جامعة، وكالة حضرية، خزينة عامة، وأسواق نموذجية. أما الخدمات الأساسية فليست أفضل حالًا: إنارة عمومية ضعيفة في عدد من الأحياء، ونقاط سوداء للنفايات تنتشر دون تدخل فعّال، وتذمّر واسع من ضعف التغطية الأمنية ليلًا.
أما الحصول على عداد كهربائي أو ربط بشبكة الماء، فيتطلب مساطر طويلة وانتظارًا مرهقًا، في مدينة يُفترض أنها حديثة وتستشرف المستقبل. الساكنة اليوم لا تطالب بالمستحيل، بل بحقوق بسيطة ومشروعة: نظافة، أمن، إنارة، خدمات إدارية سريعة، ومرافق تُواكب التوسع العمراني والديمغرافي المتسارع. فهل تتحرك الجهات المعنية قبل أن تتحول تامنصورت إلى مجرد صحراء إسمنتية بلا روح ولا كرامة!؟
التعليقات مغلقة.