الانتفاضة // شاكر ولد الحومة
بعد إعفاء والي جهة مراكش آسفي فريد شوراق على إثر الخطأ البروتوكولي الذي وجد نفسه داخل زوبعته، وذلك طبعا في غياب أي بلاغ رسمي من وزارة الفتيت
وجد مدير ديوان الوالي نفسه بين أركان مكة المكرمة وأسوار المدينة المنورة وهو يستمتع بطقوس فريضة الحج والذي لو كان هو الآخر حاضرا في مراسيم ذبح أضحية العيد الكبير في مراكش تقاسما بين المجلس العلمي والولاية وباقي المتدخلين لوجد نفسه هو الآخر في عداد المتخلى عنهم في انتظار التأكيد الرسمي من أم الوزارات.
لقد خلق إعفاء الوالي من منصبه جلبة كبيرة، وأخذا وردا بين مختلف مكونات المجتمع المغربي، والتي إنقسمت إلى فريقين:
1 فريق يرى أن إعفاء الوالي كان فيه شيء من (إنّ)، حيث عمد عدد من المقربين إلى العمل على التفاعل مع الموضوع بشكل إيجابين وذلك عبر الدفاع عن الوالي والمطالبة بتركه في منصبه، فضلا عن إستعطاف الجهات العليا لإبقائه، بالنظر لما قدمه من خدمات لمراكش حسب بعضهم.
2 أما الفريق الثاني، فيرى أن الوالي لم يكن على مستوى من الحكمة، وأنه بوقوفه رفقة المجلس العلمي الجهوي لذبح أضحية العيد، في الوقت الذي كان فيه الملك قد أهاب بالشعب المغربي عدم الذبح لأسباب إقتصادية، فيه إشارة إلى أن الوالي تمرّد على التوجهات الملكية.
فبين هذا وذاك، لا يزال أمر والي جهة مراكش آسفي ينتظر البلاغ الرسمي، وإن أجمع أغلب من تطرق للموضوع، على أن علاقة “شوراق” بمراكش قد إنتهت للأبد، في إنتظار ما ستؤول إليه التحريات والتحقيقات، التي باشرتها وزارة الداخلية منذ مدة ليست بالقليلة
قدرُ الله تعالى وحده من كان خلف مدير الديوان، الذي وجد نفسه ملبيا وساعيا في أطهر بقعة في العالم، مكة المكرمة والمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية.
بقي أن نشير إلى أن مراكش، سواء في عهد هذا الوالي أو في عهد غيره، لا زالت تعاني الأمرين على صعيد عدد من الميادين، إجتماعيا، إقتصاديا، بيئيا، عمرانيا، وثقافيا، وهي التي تصنف كواجهة سياحية للملكة، إلا أنها تبدو، وكأنها مدينة بدون تاريخ، ولا جغرافيا ولا حتى تربية وطنية.
التعليقات مغلقة.