الانتفاضة // إبن الحوز
في ظل تراجع مراكش الى مراتب دنيا في سلم التنمية البشرية..و في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار..و في ظل التهرب الضريبي..و في ظل الفساد والإفساد..و في ظل الأزبال المنتشرة في كل مكان..و في ظل الإختناق المروري..و في ظل احتلال الملك العمومي..و في ظل الإستيلاء على المشاريع الملكية..و في ظل تناسي ملف ضحايا الحوز..و في ظل غلاء الكراء والكساء والغذاء والدواء..و في ظل انتشار مقاهي الشيشا كانتشار النار في الهشيم..و في ظل انتشار الحانات والعلب الليلية في مراكش كالفطر..و في ظل الغياب المستمر لبنت الصالحين عن مراكش أكثر من مرة..و في ظل النقل العمومي المهترء..و في ظل اقصاء النخب والتمكين للإمعات..و في ظل انتشار الميخالا والبوعارا والسعاية..و في ظل غياب البنية التحتية..و في ظل البطالة..و في ظل الهدر المدرسي..و في ظل تداعي المنظومة الصحية..و في ظل انتشار البطالة..و في ظل الحفر الموزعة على محتلف شوارع المدينة..و في ظل روائح البول المنبعثة من باب دكالة وجامع الفنا..و في ظل غياب المساحات الخضراء..و في ظل الظلام الدامس في بعض الأحياء وخاصة الدواور..و في ظل الماء الخانز..و في ظل وفي ظل وفي ظل…
في ظل كل هذا، عادت رئيسة المجلس الجماعي لمراكش، فاطمة الزهراء المنصوري، لضبط إيقاع حضورها في المشهد الجماعي المحلي للمدينة الحمراء، تحاول من خلال ذلك استدعاء طاقتها لاقتحام أحوال ووضعيات المجلس، وشخوصه الذين لا يكادون يستوثقون من مواقعهم التي انتخبوا لأجل تمثيلها والدفاع عن قضاياها وحاجياتها.
ولعل المتتبع للشأن المحلي بمراكش، خلال الشهور القليلة الماضية، سيستنتج بسهولة كيف يمكن تلقي أخبارا تتلاقح فيها، مشاكل المدينة وتدهور بنياتها التحتية مع ما يرافق ذلك من غلاء المعيشة وانتشار حزام الفقر وتهميش الكفاءات وارتفاع مؤشر البطالة بين الشباب. وفي ضوء هذه الهموم كلها، ستعلو سطح التسيير الجماعي، ملفات مثيرة للتساؤل والاستغراب، بالإضافة إلى البطء الشديد الذي تعرفه عملية تهييء المدينة وإصلاح بناها التحتية، والاختناق الشديد الذي تعرفه جنبات ساحة جامع الفنا ومحيطها…إلخ.
ثم إن الغياب المتواصل للسيدة العمدة، خصوصا في تتبع ومراقبة أشغال المجلس وعملياته اليومية ، ومعظم مشاريعه التي تعاني الضمور والتيهان، أفرد جزءا كبيرا من حالة الشرود الذي تعانيه مكونات المجلس، كمكون أساس لجملة من الانتقادات الموجهة، حتى من أقرب المقربين..
ومهما يكن، فانصرام أكثر من النصف من ولاية التسيير الجماعي، سيسائل المجلس تاريخيا وأخلاقيا،وفي منأى عن التحولات التي يعرفها بلدنا بشكل عام.
إذ السؤال الذي يطرح نفسه، هل تستدرك رئيسة المجلس الجماعي، هذه الاستشرافات، وتحاول إدماج تحولات القيمة الاعتبارية لمدينة عالمية مثل مراكش، إلى برامج الملكية ومشاريعها الصاعدة؟ بالإضافة إلى أهمية القرب من المواطنين، والاستماع إلى وجهات نظرهم، وتصحيح ما يمكن تصحيحه.
التعليقات مغلقة.