الانتفاضة // محمد المتوكل
التطورات الأخيرة في قضية الصحراء المغربية أظهرت نجاحاً دبلوماسياً ملحوظاً للمغرب في تعزيز سيادته على الأقاليم الجنوبية، وظهر ذلك من خلال إعلان ثلاث دول، هي غانا، بنما، والإكوادور، في فترات متقاربة تعليق علاقاتها مع “الجمهورية الوهمية”، وهو ما يعكس نجاح الدبلوماسية المغربية في الحشد لتكريس مبدأ الحكم الذاتي كحل مستدام للنزاع.
غانا كانت اعترفت بـ”الجمهورية الوهمية” منذ 1979، أعلنت في 7 يناير 2024 عن تعليق علاقاتها مع “الجمهورية الوهمية”، مؤكدة دعمها للجهود المغربية لإيجاد حل توافقي يرضي جميع الأطراف، وهذا يبرز قدرة الدبلوماسية المغربية على بناء توافق دولي لصالح مبادرتها.
أما بنما، في 22 نوفمبر 2024، أعلنت هي الأخرى تعليق علاقاتها مع الكيان الوهمي، مبدية التزامها بالقانون الدولي ودعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد حل عادل ودائم للنزاع، وهو ما يعكس توافق بنما مع الموقف المغربي.
وفي 23 أكتوبر 2024، قررت الإكوادور، التي كانت قد اعترفت بالجمهورية الوهمية منذ 1983، تعليق اعترافها به وإغلاق “سفارتها” في كيتو، وذلك نتيجة للمباحثات الدبلوماسية بين وزير الخارجية المغربي ونظيرته الإكوادورية، ويؤكد فاعلية الاستراتيجية المغربية في كسب التأييد الدولي.
وتأتي هذه التحولات الدبلوماسية تأتي في سياق جهود مستمرة يقودها العاهل المغربي الملك محمد السادس، الذي عمل على حشد دعم دولي واسع لمغربية الصحراء، ومنذ عام 2000، قررت 46 دولة قطع أو تعليق علاقاتها مع “الجمهورية الوهمية”، بما في ذلك 13 دولة أفريقية، وهو ما يعكس التغير الكبير في مواقف الدول نحو دعم المبادرة المغربية.
الاستراتيجية المغربية تجمع بين تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول المؤثرة، ودعم دور الأمم المتحدة في إيجاد حل دائم، هذا النهج يمكن المغرب من مواجهة الضغوط الإقليمية والدولية، مما يعزز مكانته كشريك موثوق في تعزيز الاستقرار الإقليمي.
نجاح المغرب لم يكن محض صدفة، بل هو نتيجة لجهود متواصلة ومتعددة الجوانب، شملت تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني، بالإضافة إلى بناء علاقات ثقافية وإنسانية مع دول العالم، وده ساعدها في تغيير مواقف دول كانت تدعم أطروحات الانفصال، كما في حالة غانا وبنما والإكوادور.
من خلال هذه الدبلوماسية النشطة، استطاع المغرب تعزيز مكانته على الساحة الدولية، مستفيداً من تحولات النظام الدولي، وموظفاً علاقاته الإقليمية والدولية لتغيير الخطاب حول قضية الصحراء المغربية، لتثبت قدرتها على إدارة النزاعات الإقليمية بشكل ناجح، مما يعزز موقعها الاستراتيجي في شمال إفريقيا والساحل.
التعليقات مغلقة.