وفاة أشهر مؤسسي المساجد في إفريقيا (الشيخ خليل مفتاح)

الانتفاضة // محمد المتوكل

توفي امس الاحد بعد صلاة الفجر بغين كوناكري المقاول النزيه  والمربي الصادق الشيخ خليل مفتاح ذو الاصل السوداني والمقيم في غينيا كوناكري البلد الذي بنى فيه الاف المساجد وحفر الاف الابار وشيد الاف المستشفيات والمراكز الصحية وملاجئ الايتام وعدد من المنشئات التي كانت ولا زالت وستبقى شاهدة على جزيل العطاء وكرم النوال لدى هذا الشخص العصامي.

وكان الشيخ خليل مفتاح قيد حياته نموذجا للرجل المؤمن بقضيته والحارس على ان تكون المبادئ مقرونة بالاخلاق والشيم الرفيعة والاحسان الى الغير في غير انتظار للجزاء والشكر الا من الله تبارك وتعالى.

لقد قطع الشيخ المرحوم خليل مفتاح قيد حياته الاف الكيلومترات وفي اصعب الاماكن واوعرها والتي من المستحيل ان يصلها الانسان الا بشق الانفس، وعمل كل ما في جهده من اجل ان يدخل الفرحة على الفقراء والمحتاجين والمساكين والمعوزين في غينيا كوناكري و في غيرها من دول افريقيا والتي كان له فيها صيت كبير وحب جزيل من قبل كل من عرفه او عاشره او احتك به او قابله او سمع به.

لقد كرس الشيخ خليل مفتاح قبل التحاقه بالرفيق الاعلى حياته لللخير والعمل على نشره بكل الطرق، حيث تعلم لغة القوم حتى يسهل عليه التواصل مع السكان، وكان في الحقيقة مثالا يحتذى في نكران الذات ورحابة الصدر وسعة الافق وقوة التحمل والصبر على المكاره والرغبة في انقاذ المسلمين من الفقر والجهل والمرض.

وقبل رحيله الى دار الاخرة ترك الراحل خليل مفتاح ارثا كبيرا وخيرا عميما لا زال وسيبقى المسلمون ينتفعون به في الدني ويصله هو الاجر في الاخرة دعوات وسجدات وركعات وابار ومساجد ودور القران ومدارس ومراكز صحية ومهاجع الايتام ودورات المياه وغير ذلك مما كان كل سكان افريقيا يعلمون علم اليقين انها تحمل صبغة الراحل والفقيد الشيخ خليل مفتاح والتي سيكون له نصيب اوفر منها في قبره واخرته ووقوفه عند ربه عند الحساب.

ولقد عاشرنا الرجل طيلة 17 سنة من اللقاء شبه اليومي والتواصل المستمر والسفر المتواصل والوقوف على المشاريع الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية والتنموية والموسمية واننا لنشهد للرجل بالتجرد والاخلاص والتقوى والعفة والمكان الاجتماعية الراقية والسلوك المدني المتميز والعفويةوالنظرة الثاقبة والعمل المتقن والطيبوبة والاخلاق الحميدة والنبل والسمو والرقي والفضل الكبير على اغلب سكا افريقيا وخاصة غينيا كوناكري التي احبها واحبته.

رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته واجزل له المثوبة والعطاء وجعله في جوار سينا محمد صلى الله عليه وسلم وحسن اولئك رفيقا وابدله دارا خيرا من داره واهلا خيرا من اهله، وتقبل الله منه كل ما قدمه للامة من خيرات حسان.

نحسبه من اهل الفضل والاحسان ولا نزكي على الله احدا و هو اعلم بمن اتقى.

وانا لله وانا اليه راجعون.

التعليقات مغلقة.