اختطاف الأطفال بالمغرب

الانتفاضة

حسناء إدر

یستمر الإرتفاع المهول لوثیرة اختطاف الأطفال والقاصرین من كلا الجنسین، فطبقا لاحصائیات المنظمة الأوروبیة لحقوق الطفل یتم تسجیل حالة اختفاء كل دقیقتین.
الاختطاف أو انتزاع طفل قاصر من والدیه ظاهرة تغزو العالم دونما استثناء لأي دولة.
فماهي الأسباب و الدوافع وراء هذا الفعل الإجرامي؟
وماهي مطالب المجتمع المدني والإجراءات المتخذة للتصدي لهذه الظاهرة؟
بعد توالي حالات الاختطاف باتت الأسر المغربیة تعیش رهبة و رعبا شدیدین حیث تختلف أسباب الاختطاف باختلاف دوافع الفاعل، فقد یكون الإختطاف من طرف أحد الأبوین المنفصلین أو على وشك الانفصال، أو من طرف عصابة و في هذه الحالة یكون المختطف من أسرة غنیة غالبا و تطلب فدیة مقابل إرجاعه سالما لوالدیه، اختطاف لغرض التسول حیث یختطف الطفل و یدرب لیكون متسولا بارعا یثیر رحمة الناس و شفقتهم لیمدوه ببعض المال، اختطاف هدفه الاغتصاب وفي هذه الحالة فلا شك أن الفاعل یعاني من اضطرابات نفسیة، وقد یكون الإختطاف من طرف منظمة لبیع الأعضاء البشریة، وفي بعض الحالات یتم اختطاف
أطفال رضع لأسباب كثیرة منها تبنیه من طرف أسرة لم تتمكن من الانجاب أو لبیعه.ً
في نهایة كل هذه الحالات قد یعثر على الطفل مشردا أو تائها و لربما جثة مشوهة أو لا یتم إیجاده أبدا دوافع وأسباب كلها تدل الانحلال الأخلاقي و الانفلات الأمني.
تطالب فعالیات المجتمع المدني و الحقوقي بتطبیق أقصى العقوبات على قاتلي الأطفال لیكونوا عبرة لكل من یفكر في إیذاء ملاك صغیر، وإحداث حملات تحسیسیة لتوعیة الأطفال والآباء بهذه الظاهرة المنتشرة كثیرا، ما یثیر غضب المجتمع المدني أنه رغم كثرة الاتفاقیات الدولیة التي یوقعها المغرب بهدف حمایة الطفولة إلا أن الجهات المعنیة في سبات عمیق ، وجل القوانین الرامیة للحد من الاعتداء على الطفولة لیست سوى حبرا على ورق حیث یتم تسجیل احصائیات اختطاف مهولة ولا من یحرك ساكنا لانقاذ أجیال الغد .
الطفولة جزء لا یتجزأ من المجتمع، إیذاءها ینتج جیلا فاسدا منحرفا له رغبة في الإنتقام، بانتهاك حقوق الأطفال ندخل دوامة لا مخرج منها، ضحایا الیوم هم مجرموا الغد.

التعليقات مغلقة.