الانتفاضة : ” محمد السعيد مازغ“
رغم موجة الغلاء التي أثقلت كاهل الأسر، حافظت مدينة الصويرة على نبض الفرح في عيد الأضحى، وسط أجواء من السكينة والأمن، تعكس تماسك النسيج الاجتماعي وتمسّك الساكنة بتقاليد العيد. منذ ساعات الصباح الأولى، شهدت شوارع المدينة انتشارًا ملحوظًا لعناصر الأمن لتنظيم حركة المرور وضمان انسيابية تنقل المواطنين، خصوصًا بمحيط مصلى ساحة العمالة التي عرفت حضورًا لافتًا لأداء صلاة العيد، في أجواء طبعها الهدوء وتبادل التهاني بين السكان، ما أضفى على المناسبة طابعًا روحيًا وإنسانيًا مميزًا. كما ازدانت الأزقة بألوان الملابس الجديدة، وصدحت ضحكات الأطفال في الساحات، بينما خلت بعض الواجهات التجارية من الحركة المعتادة، في ظل مغادرة العديد من التجار إلى مناطقهم الأصلية لقضاء العيد بين ذويهم، وفاءً لعادات اجتماعية عريقة. طقوس الكبد المشوي، واللحم المفور ، ورأس الخروف المبخر، ولحظات الاجتماع العائلي حضرت بقوة، رغم لهيب الأسعار الذي تجاوز حدود المعقول في عدد من المواد، ما أعاد إلى الواجهة النقاش حول ضعف آليات ضبط السوق، وتأثير المضاربة على الفئات الهشة ومحدودة الدخل.
ورغم كل مظاهر البهجة، تبقى المناسبة تذكيرًا قوياً بوجود أسر تعيش العيد في صمت، ومرضى أو معوزين ينتظرون التفاتة إنسانية تخفف من عزلتهم. لذلك، يظل العيد دعوة صريحة إلى مزيد من التكافل والتضامن، حتى تكتمل فرحته في كل بيت، ويظل الأمل حيًّا في القلوب الرحمة التي تشعر بمعاناة الآخر ، وتستحضر معنى” في مالهم حق للسائل والمحروم”,