مونديال قطر 2022.. كيف غير مستقبل الرياضة في عيون الأطفال؟

الانتفاضة/ ابتسام بلكتبي

شهد العالم في نهاية عام 2022 لحظةً تاريخية بكل المقاييس، عندما استضافت دولة قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم، لتكون أول دولة عربية ومسلمة تنظم هذا الحدث العالمي.

لم تكن البطولة مجرد مناسبة رياضية، بل تحوّلت إلى حدث ثقافي وإنساني وإعلامي أثّر في نفوس ملايين البشر، وعلى وجه الخصوص الأطفال، الذين وجدوا في المستديرة شغفًا جديدًا، وأملًا كبيرًا، وحلمًا يراودهم في كل لحظة.

لكن التأثير الحقيقي لهذا الحدث لم يتوقف عند الجماهير والزوار، بل امتد إلى فئة عمرية حساسة ومهمة وهي، الأطفال، هؤلاء الذين تابعوا البطولة بعيون مبهورة، وقاموا بتقليد النجوم في أحيائهم، وعلّقوا صور المنتخبات واللاعبين على جدران غرفهم.

في كل حي، وساحة، ومدرسة، نشأت موجة من الحماس الكروي، وبدأ الصغار في الحديث عن أهدافهم المهنية بطريقة غير مألوفة: “أريد أن أكون مثل زياش”، “سأصبح حارس مرمى مثل بونو”، “أريد أن ألعب في المنتخب”.

لقد مثّل أسود الأطلس نموذجًا حيًا لقدرة العرب على المنافسة والتميّز في كبرى المحافل الدولية، كما أن هذا الإنجاز غير المسبوق الذي حققه المغرب لم يكن مجرد مفاجأة رياضية، بل أصبح مصدر إلهام واسع النطاق، خصوصًا للأطفال، الذين رأوا في حكيمي وزياش وبونو وغيرهم من اللاعبين العرب قدوة لهم.

وقال آدم، وهو طفل في الثامنة من عمره، “أصبحت مولعا بكرة القدم بعد متابعتي لمونديال قطر 2022″، مضيفًا: “أعشق حكيمي وزياش، وأحلم بأن أصبح لاعبًا مثلهم يومًا ما”.

ومن جهته، قال الطفل علي ” هويتي هي كرة القدم لأنها تنمي العقل والبدن، وأضاف في حديثه، ” أحلم بالانضمام إلى فريق البارصا والمنتخب الوطني المغربي، وأشار علي إلى أن حكيمي هو لاعبه المفضل والذي يحفزه في كرة القدم.

الرياضة مدرسة القيم وبناء الذات

من أهم نتائج هذا التأثير أن كرة القدم باتت وسيلة تربية وبناء شخصية، وليست مجرد لعبة، لذلك لم يكن غريبًا أن تتسابق المدارس والأكاديميات في العالم العربي بعد المونديال على توفير بيئة تدريبية جيدة، وإطلاق برامج تنموية رياضية، وتشجيع الأسر على دعم شغف أطفالهم بالرياضة.

التعليقات مغلقة.