الانتفاضة // مصطفى الفن
ماذا يعني أن يقول كاتب دولة “إن الذي غير السياسة في المغرب هو السيد عزيز أخنوش”..
ولم يكتف صاحبنا بهذا..
بل زاد “الخل على لخميرة” وهو يرفع التحدي في وجه الجميع:
“نعم السيد عزيز أخنوش هو الذي غير السياسة في المغرب أحب من أحب وكره من كره”..
اللافت أكثر هو أن هذا الكلام “غير اللائق” صفق له رئيس الحكومة وصفق له حتى وزراء الحزب وقادة الحزب..
ولماذا أقول إن السيد كاتب الدولة قال كلاما غير لائق؟
بكل بساطة لأن رئيسنا في الحكومة هو نفسه يقول عن نفسه إنه لم يخلق للسياسة وإنما جاء “في مهمة” ليس إلا..
كما أني لا أتذكر أن زعيما سياسيا في تاريخ المغرب زعم أنه غير مفهوم السياسة في المغرب بمن في ذلك المهدي بنبركة ولا عبد الرحيم بوعبيد ولا عبد الرحمن اليوسفي..
السلطان محمد الخامس نفسه والذي “رآه” المغاربة في القمر ولم يقل يوما مثل هذا الكلام الكبير واكتفى فقط بالقول بعد عودته من المنفى:
“لقد خرجنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر”..
وكم وددت لو قال كاتب الدولة المعني “إن الذي غير السياسة في المغرب هو الملك محمد السادس”..
لماذا؟
لأن التغيير في كل ما هو استراتيجي هو أصلا محفوظ ربما لرأس الدولة وليس لأي كان..
ومع ذلك، ينبغي أن نحمد الله تعالى لأن “مثل هذه النماذج”، بتعبير السي محمد أوزين، لا تحضر المجالس الوزارية أمام ملك البلاد..
ولأنها لا تحضر المجالس الوزارية فهي ترى أو تتوهم أن سلطة الاقتراح أهم من سلطة التعيين..
أما تلك التي نعرفها جيدا جيدا فليتها فعلت “خيرا” وتركت السياسة وعادت إلى الحرفة التي تتقن..
التعليقات مغلقة.