الزيادة في ثمن المشروبات بالمقاهي تثير سخط المواطنين

الانتفاضة // اسامة السعودي

الانتفاضة // اسامة السعودي

لا زال المواطنون المغاربة يعانون من أزمة ارتفاع الأسعار في مختلف المجالات، خاصة في المدينة الحمراء مراكش التي تعرف زيادة كبيرة في بعض المنتوجات التي يستهلكها المغاربة بشكل يومي خاصة فيما يتعلق بالخضر و الفواكه و المنتوجات الرئيسية التي تستعملها الأسر المغربية و لا يمكن استغناء عنها.
و على إثر ذلك أقدمت العديد من المقاهي والمطاعم في مختلف ربوع المملكة المغربية في الأيام الأولى من عيد الفطر على الزيادة في الأسعار المتعلقة ب “القهوة” و المشروبات الغازية، التي يقتنيها المغاربة، الشئ الذي أثار سخط و غضب كبير من طرف مستعملي هذه الفضاءات بشكل يومي و دفعهم الى الاحتجاج عن هذه الزيادات غير القانونية و التي لا ذنب للمواطنين في ادائها و تحمل تكاليفها، و هناك من ذهب في اتجاه مقاطعة الجلوس في المقهى حتى يعود الثمن الاصلي لما كان عليه في السابق.
كما برر أرباب المقاهي أن هذه الزيادة راجعة الى ارتفاع تكاليف “البن” التي ارتفعت مؤخرا في الأسواق المغربية، و ارتفاع أسعار الرسوم على أصحاب المقاهي و المطاعم، الشئ الذي أدى إلى زيادة في ثمن القهوة و المشروبات الغازية إلى درهمين من طرف أصحاب المقاهي و المطاعم.
فمن المسؤول عن هذه الزيادة المفاجئة في ثمن المقاهي و المشروبات الغازية؟ و هل هناك اجراءات قانونية في حق ارباب المقاهي و المطاعم؟

تعتبر مراكش من أغلى المدن المغربية من حيت المعيشة، على الطبقة الفقيرة بالدرجة الأولى الذين يواجهون صعوبات الحياة، غلاء المحلات التجارية و كراء العقارات، زيادة الى ارتفاع اسعار الخضر و الفواكه في الأسواق المغربية، و المواد الأساسية التي يقتنيها المواطنون المغاربة بشكل يومي.
في مدينة مراكش يوجد صنفان من الناس أو طبقتان، الطبقة الغنية التي تعيش حياة الرفاهية في جميع الجوانب داخل أسوار المدينة الحمراء، و هناك الطبقة الكادحة التي ليس لها قوتها اليومي و تعيش حياة الفقر و الهشاشة و البطالة.
صحيح أن المدينة العتيقة تعتبر من المدن السياحية الشهيرة في المغرب، و تتميز بتاريخيها الغني و ثقافتها المتنوعة و سحر جمالها، و مناخها الدافئ و اجوائها التي تستقطب الأجانب و المحليين من أجل الاستمتاع بهذه الأجواء التي لا يمكن أن تجدها سوى في مدينة سبعة رجال، احتار من البهجة و السرور و الفرحة و المأكولات المتوفرة و المتواجدة بشكل كبير، كل هذه الاشياء التي ذكرت أريد منكم التركيز على المأكولات و أن تسطر عليها باللون الأحمر، لماذا، لأن في مدينة مراكش يختلف ثمن المأكولات من منطقة إلى أخرى و في نفس المدينة، و نفس الطبق.، و على سبيل مثل اذا أخدت طبقا في ساحة جامع الفنا او جليز فالثمن سيكون مختلف كثيرا اذا اخدته في منطقة شعبية في مدينة مراكش، لأن السياحة تلعب دورا أساسا في ثمن المأكولات او المشروبات الغازية او العواصير.
رجوعا إلى صلب الموضوع، و إذا كنتم تذكرون قرائنا الأعزاء أنه في وسط المقال طرحنا بعض الأسئلة، ووجب علينا الإجابة عنها،
في منضوري الشخصي أن المسؤول عن هذه الزيادة هم أرباب المقاهي، لانه مهما كانت التكاليف و الرسوم المفروضة عليهم، يجب على المهنيين المنضوين تحت لواء الجامعة الوطنية لارباب المقاهي و المطاعم، التدخل من أجل إيجاد حل مناسب، لان هذه الزيادة لن تتعش الخزينة، ولن تقضي على ارتفاع التكاليف، بل تساهم في تأزم وضعية المواطنين المغاربة المتضررين بالدرجة الأولى من هذه الزيادة، لان هذه الزيادة لا تخدم مصلحة المواطن المغربي و لن يتقبلها.
كما يجب على السلطات المعنية التدخل من أجل منع أصحاب المقاهي و المطاعم فرض زيادة على حساب جيوب المغاربة، و مراقبة لائحة الاسعار، و دعوة الحكومة إلى التدخل من أجل إيجاد حل جدري، و ليس على حساب المواطنين الذين يتحملون الزيادات في المنتوجات الأساسية، و الزيادة في الاسعار كلما تأزمت الأوضاع، فهذا الأمر لا يخدم جيوب المغاربة “الدرواش”، من أجل تحمل تبعات الخسائر و الزيادات غير القانونية.
فرغم ان هذه الزيادة التي أعلنت عنها المقاهي في الاونة الاخيرة، فهناك من حافظ على نفس الثمن، في إطار حرية الاسعار، لأن هذه الزيادة في المشروبات بالمقاهي يمكن ان تصبح غير قانونية في حالة وجود اتفاق جماعي بين ارباب المقاهي و مهنيي هذا القطاع.

التعليقات مغلقة.