مراكش.. مدينة “سبعة رجال”

الانتفاضة/ ياسمين السملالي

واجهة المغرب السياحية عاصمته أيام حكم المرابطين والموحدين المدينة الحمراء مدينة البهجة وعند الأوروبيين اسمها المدينة الساحرة كل ما مر ألقاب تتعلق بجمال هذه المدينة الساحرة وطيبة أهلها وطبيعتها الخلابة لكن لقبا واحدا من بينها جميعا له حكاية خاصة سنبحث في أصلها
مراكش أرض سبعة.. رجال تقع مراكش جنوب المغرب عند سفوح جبال الأطلسي وتبعد عن العاصمة الرباط بثلاث مئة وسبعة وعشرين كيلومترا شتاؤها معتدل رطب وصيفها جاف حار وتقدر مساحتها بنحو مئتان وثلاثين كيلومترا مربعا، ووصفت المدينة الحمراء الفسيحة الأرجاء الجامعة بين حر حرور وظل ظليل وثلج ونخيل.

كذلك تُصنّف بأنّها ثالث أكبر مدن المغرب من ناحية عدد السكان كما أنّها تُعتبر أفضل وجهة سياحية في العالم.
يعود تأسيس مراكش إلى زمن المرابطين أما معنى مراكش يرجع إلى الكلمة الأمازغية “أمورن أكوش”وتنطق بالأمازغية “أمراكوش”وتعني بلاد الله أو أرض الله.

تُوصف مراكش بالمدينة الحمراء نظراً أن معظم منازلها تم طلاؤها باللون الأحمر، ما يزيدها جمالاً وإشراقاً مع انعكاس ضوء الغروب على بيوتها.
تزخر مراكش بالمعالم الأثرية والحضارية الشاهدة على تاريخ عريق، منها الأسوار التي يُقدر طولها بنحو تسعة كيلومترات وأبوابها التي تتوزع على سور المدينة القديمة والمدن المجاورة وأبرزها باب أغناو وباب دكالة وباب الرب وباب الجديد وباب الدباغ.
وفيها القبة المرابطية وهي شاهد حي يبرز جمال الفن المعماري المرابطي وتحمل نقوشا فنية فيها أقواس وأشكال تشبه نجمة سباعية
ويعتبر بعض المؤرخين والجغرافيين القدامى القصر البديع في مراكش من عجائب الدنيا لاحتوائه على أربع حدائق وزخارف ورخام وتيجان وأعمدة مكسوة بأورق الذهب وزليج متعدد الألوان.

ومن معالم المدينة الرائعة أيضاً، مسجد الكتبية ومدرسة بن يوسف وساحة جامع الفنة، التي يحجها الزوار من كل بقاع العالم. ومن ألقاب مراكش أيضاً، أنها عاصمة النخيل لاحتوائها على معالم ومآثر تاريخية عريقة، من بينها حدائق ماجوريل ، التي تتضمن نباتات وأزهارا ناذرة إضافة الى حدائق المنارة التي يتوسطها خزان المنارة الكبير.

ومن أبرز ألقاب المدينة الساحرة أرض سبعة رجال، حيث يرجع الباحثون أصل هذه الرواية إلى مجموعة من كبار العلماء والصوفية.
اقترنت مراكش بأسمائهم، حيث أصبحت أضرحتهم تشكل معالم تاريخية تتميز بها المدينة ،إلى جانب المعالم التاريخية الأخرى التي تشتهر بها، وهؤلاء الرجال هم :
– سيد يوسف بن علي وهو يوسف بن علي الصنهاجي المعروف لدى عامة الناس باسم”مول الغار” الذي ولد وعاش ومات فيها في القرن السادس الهجري وفي شبابه أصيب بالجذام فتخلت أسرته عنه خوفا من العدوى واضطر للرحيل عنهم والعيش في كهف مجاور للمدينة وبقي فيه مدة طويلة كان خلالها مثالا حيًّا للصبر والقناعة والعطاء والتّيقّن ما جعله مثار إعجاب للناس ومحبتهم حتى توفي عام 593 للهجرة ودفن بباب أغمات وبعد وفاته بني ضريح حول الغار الذي ضم ضريحه واستمرت الوفود في زيارة ضريحه إلى الآن.

-القاضي عياض هو عياض بن موسى اليحصدي أشهر فقهاء المالكية الإسلامية ويرجع أصله إلى مدينة سبتة توفي بمراكش عام 544 للهجرة نال مرتبة الولاية بفضل ورعه وامتثاله للتعاليم الإسلامية وبفضل حبه الشديد للرسول صلى الله عليه وسلم والذي كتب عنه أسمى العبارات ببلاغة كبيرة في كتابه المشهور “الشفاء “بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم.

-أبو العباس السبتي أحمد بن جعفر الخزرجي أبي العباس السبتي المتوفى بمراكش عام ستمئة وواحدة هجرية قدم إلى مراكش وهو في العشرين من عمره واستقر في جبل جليز الذي يقع خارج صور مراكش حيث عاش لمدة أربعين عاماً دون ولوج المدينة كان تلميذ القاضي عياض وقيل أنه قد حياته في الرعاية والدفاع عن الضعفاء والعميان حتى لقب بشفيع مراكش وكان ضمن الرجال السبعة الذين سكنوا قلوب المراكشيين.

-سيدي بن سليمان الجزولي هو محمد بن عبد الرحمن الجزولي الملقب بصاحب دلائل الخيرات عاش بين عامي 807 و 870 للهجرة ودفن بنواحي الصويرة، ثم نقل جثمانه إلى حاضرة مراكش جدد الجزولي التصوف المغربي في زمانه من أجل الدفاع عن حوزة البلاد ضد الزحف الإيبيري.

-سيدي عبدالعزيز التباع عبد العزيز التباع الحرار المتوفى عام 914 لهجرة أبرز مريدي الشيخ الجزولي ويلقب بمول الحرير لأنه كان تاجرا للحرير بمدينة فاس.

-عبد الله الغزواني اشتهر بلقب مول القصور انتقل إلى مراكش للاشتغال بعلوم الفقه وشارك في إحياء الصوفية وحرص على تعزيز علومه مع سيدي عبد العزيز التباع في مراكش ، وقيل أنه هو مؤسس لزاوية في حي القصور أيضا عرف بتقويته للبناء التجديدي للتصوف بالمغرب كذلك بهر الغزواني العامة بصلاحه وتقاه كما مهد الطريق أمام عودة الشرفاء إلى سدة الحكم دامت إقامته وعمله في مراكش 9 سنين إذ توفي فيها عام 935 للهجرة ومات وهو راكباً فرسه بالقرب من مراكش فحمل إلى المدينة ودفن بزاويته بحومة القصور وبنيت عليه قبة واصبحت مزارا عظيما مشهورا.

-عبد الرحمن السهيلي اسمه عبد الرحمن السهيلي من أصل أندلوسي ولد عام508 وتوفي عام 581 للهجرة ودفن بحضرة مراكش اشتهر بغزارة علمه وسمو اخلاقه وبأشعاره الصوفية وبتحرره في زمن اشتدت فيه الرقابة والعصبية المذهبية.

القاسم المشترك بين هؤلاء، هو زهدهم في الدنيا، وسعيهم لأعمال الخير، وحفظهم للقرآن الكريم، ونشرهم للعلم والأخلاق.
فما رأيك بهذه المدينة العريقة، وعلمائها؟.

التعليقات مغلقة.