“طوبيسات” العزوزية بمراكش…”الخردة” في اجل تجلياتها

الانتفاضة // محمد المتوكل

وكان حي “العزوزية” وهي احدى مناطق مراكش كتب عليها ان تعيش الجحيم مع “طوبيسات” القرن الجاهلي، نوافذ مكسرة وابواب لا تغلق احيانا والاضواء باهتة او معطة، وكراسي مهشمة وسائقون عنجهيون يردون عليى المواطن المراكشي التحية باسوا منها، اما عند ردهم للصرف على المواطنين “تايضرب الصرف على الكونطوار فحال الى المواطن المراكشي خدام لدى السائق” للاسف الشديد.

كما ان “هاد الطوبيسات لا تريد التوقف احيانا للبعض وتقف للبعض الاخر، كما ان الطوبيسات “زربانة” وتمتلا عن اخرها في ساعات الذروة، ويصبح الزحام والالتصاق الجسدي بين الرجال والنساء احيانا يصل احيانا الى حدود الحميمية لاسف الشديد، دون نسيان النشاط الذي يبديه بعض “الشفارة” وهم يتصيدون الفرصة من اجل سرقة هاتف او حقيبة، او اموال او اشياء اخرى.

رايت بام عيني كيف ان احد اصحاب الاحتياجات الخاصة كما يسمونهم في المغرب ويسمونهم في بعض الدول العربية التي تحترم نفسها وتحترم مواطنيها باصحاب الهمم،جالس على كرسيه المتحرك لا يستطيع الركوب في الحاقلة التي لا تتوفر على الولوجية الخاصة بهذا المحتاج، واذا ما رق قلب بعض السائقين – وعلى قلتهم – فانه يفتح له الباب الخلفي ويتعاون اربعة رجال او اكثر من اجل اركاب هذا الرجل في منظر يوحي بان مراكش يلزمها سنوات ضوئية من اجل ولوج الحضارة اما المغرب فلا اراكم الله باسا فيه وعزاؤنا واحد فيه.

حجم الشجارات والمناوشات والمعارك التي تدور في “الطوبيس” اكثر من معارك داحس والغبراء، وحجم “التحنزيز” الواقع في الحافلة يكاد يوحي بان المراكشي من حجم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وغيرها انما يريد ان “يبرد الغدايد” في اخيه المغربي باي شكل من الاشكال.

“الطوبيس” في مراكش عبارة عن “خردة”، لا اقل ولا اكثر، والمواطن المراكشي يفكر الف مرة ومرة قبل ان يضع رجله في “الخردة” عفوا في “الطوبيس”، والمسؤولون عن الشركة المسيرة لهذه الحافلات لا علم لها بحجم المشاكل التي يتخبط فيها المواطن المراكشي، او انهم على علم بها “وضاربين الضم والدق والسكات”، يستخلصون الملايير من المواطن المراكشي ولا يستطيعون توفير حافلة محترمة للمواطن الذي لو توفرت له الامكانيات في بلاد الفوسفاط والمعادن والاسماك والخضر والفواكه ومحتلف الخيرات لترك حافلات الزا” تنش الدبان”.

بالعزوزية حافلتان فقط تمران عبر الحي الصناعي على علات الحفر والمطبات والاتربة التي تزين هذا الحي المسمى ظلما وزورا بالحي الصناعي، وهو ابعد من ذلك بعد الشرقين، وحافلتان تمران عبر الشارع الاخر، ولمن يريد الذهاب الى العزوزية او المدينة القديمة فعليه ان ينتظر الساعات الطوال من اجل ان يظفر بمقعد داخل حافلات “الزا” المهترئة، والا فعدد من المراكشيين يستعينون بالطاكسيات وغيرها من وسائل النقل مستعملين في ذلك حتى الخطافة والحراكة للاسف الشديد.

اما الخط رقم واحد فهو “كايتسارا” فمراكش حاملا شخصين او ثلاثة طوال النهار، اما بالليل فان السائقين ياخذهم الحنين للعودة الى منازلهم لمعانقة زوجاتهم وابنائهم ويعملون كل ما في وسعهم من اجل الاسراع بالمواطنين وانزالهم “فحال السطوك ديال الحجر او الرمل”، ولا يبالون.

بقي ان نشير الى ان المراكشيون يستحقون الافضل لكن مع شركة “الزا” و”طوبيسات الخردة” لا يمكن ان تغمض عينيك في مدينة يروج لها كونها مدينة سياحية وتستقطب السياح من كل صوب وحدب وهي في الاصل ليست الا “فيلاجا” يعج بالحركة والذهاب والاياب يمنة ويسرة بدون هدف او وجهة معلومة للاسف الشديد.

التعليقات مغلقة.