التشغيل سبيل لتحقيق السلم المجتمعي، موضوع ندوة مغاربية بمراكش

الانتفاضة

إذا كان التشغيل قد شكل هاجسا مقلقا للدول المتقدمة في فترات الأزمة ، فإنه أصبح يشكل اختلالا بنيويا وأحد الانشغالات الأساسية في السياسات العمومية بالنسبة لدول العالم الثالث ،وبالتحديد الدول المغاربية.

شكل التشغيل قضية جوهرية ركزت عليها كل السياسات العمومية للدول الثلاث نظرا لارتفاع مستوى الطلب بشكل متفاوت مع العرض، وبذلك كانت البطالة أحد الآفات التي هددت الاستقرار وشكلت ضغطا اجتماعيا تصاعديا ،لا تنحصر مخالفاته في هدر طاقات البشرية الشابة و هجرة للكفاءات ،بل تنعكس على وثيرة النمو الاقتصادي، مما يشكل الفتيل للاحتجاجات والاحداث الاجتماعية.

لقد ظل هذا الهاجس مقلقا للدول المغاربية ، رغم الجهود الهشة والتي لم تساهم في تلك التنمية المنشودة لأسباب متعددة : كون القطاع العام هو صمام الامان رغم الانتعاش التي عرفه القطاع الخاص رغم ا بعض المتغيرات التي اعترته ، ومما زاد الطين بلة وشكل عقدة المشكل وهي الرغبة الاكيدة في تحقيق نمو اقتصادي قوي في غياب مقوماته الفعلية : كالتحفيز الفعلي للاستثمارات، والتحفيز الجبائي للمقاولات المواطنة، وكذا تأهيل بما يناسب سوق الشغل من العنصر البشري.

لقد عرف العالم تحولات عميقة ،فعلى مستوى المهن اختفت بعضها ،وظهرت اخرى، وأصبحت رائدة فأضحى الإخراط في توفير حل لهذه المعادلة هو المدخل لتعزيز السلم والرفاه الاجتماعيين،

لذا أصبح الرهان داخل الدول المغاربية ،هو توفير فرص الشغل لساكنة تتمطط بشكل تصاعدي، وهذا هم لابد أن ينشغل به كل المتدخلين في العملية الاقتصادية والاجتماعية ، ولكسب هدا الرهان يفترض استحضار مقومات أساسية :

-تعليم متطور ومنسجم مع سوق الشغل.

-احداث مناصب شغل تتميز بالإنتاجية والجودة.

-تأهيل حقيقي للعنصر البشري بتحسين برامج التشغيل.

-تطوير النسيج المقاولاتي بالإصلاحات التشريعية والدعم المالي.

-سن وبلورة حوار اجتماعي بناء بين المهنيين واقرار سلم اجتماعي حقيقي.

وفي سبيل إغناء النقاش في هذا المجال ، نظم مختبر الدراسات القانونية والمدنية والعقارية ، ومنظمة العمل القانونية ،وماستر القانون الاجتماعي ومنازعات الشغل ،والمركز الدولي للدراسات والتوعية المغاربية بشراكة مع مؤسسة هانس زايدل : ندوة في موضوع التشغيل والسلم الاجتماعي في البلدان المغاربية على مدى يومي 14-15 فبراير 2020 بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش وهي ندوة تحاول رصد اشكالية التشغيل في علاقته بالسلم المجتمعي بحضور خبراء وباحثين من مختلف البلدان المغاربية

حيث ركزت الاهتمامات والمداخلات حول المحاور  التالية :

-التشغيل السياسات العمومية ف البلدان المغاربية.

– التشغيل والسلم الاجتماعي في السياق المغاربي.

– منظومة التعليم والتكوين المهني ورهانات التشغيل.

-معادلة التشغيل والبطالة وهجرة الكفاءات.

– التشريعات المغاربية ورهان التشغيل والنمو الاقتصادي.

– دور الجهوية المتقدمة في انعاش التشغيل وارساء السلم الاجتماعي.

ذ. بوناصر المصطفى

التعليقات مغلقة.