الانتفاضة
ثقافة الاستقالة غائبة في مجتمعنا المغربي رغم كونها سائدة في كثير من المجتمعات و الدول الديمقراطية لكونها مرتبطة بالمسؤولية السياسية وتضع المسؤول الاول على المحك حين وقوع أخطاء أو فضائح بالقطاع الذي يشرف عليه او يخضع لوصايته.لذلك فالوزير او المدير العام في حالة الاستقلالية الإدارية والمالية؛ يعتبر المسؤول عن كل ما يجري في في وزارته و في حدود هذه السلطات . ولا يمكنه أن يتهرب من المسؤولية حتى ولو كان وراء الخطأ موظف صغير بوزارته . ولا يمكنه أن يتهرب من المسؤولية لأي سبب كان وبالتالي عليه بتقديم استقالته .لا المسؤولية السياسية مرتبطة بالمحاسبة الفعلية وبنتائجها عند حذوث أخطاء جسيمة وقاتلة …وهي الاستقالة من المنصب الحكومي او المسؤولية الإدارية… . فكم من وزير او رئيس مدير عام لمؤسسة عمومية عندنا قدم استقالته بعد وقوع خطأ كبير او كارثة او فساذ داخل ادارته ؟ لنقف عن بعض الحواذت المميتة او الفضائح على سبيل المثال لا الحصر. ؟ كحادثة روزا مور بالدار البيضاء التي أودت بحياة عدد كبير من العاملات والعمال او حادثة السكك الحديدية ببولقنادل او الأخطاء المتراكمة بالمكتب الوطني للسكك الحديدية؟ ولم نسمع عن استقالة المدير العام أو وزير النقل! او الحواذت الطرقية المميتة للعاملات الزراعيات في طنجة والعرائش ؟ او استغلال العاملات الجنسي واستعبادهن في الحقول الإسبانية ! ولم نسمع عن استقالة وزير التشغيل! او حوادث السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي ألحقت أضرارا كبيرة بالسكان وبممتلكاتهم وتركت ورائها وفيات ؟ او حوادث ملاعب كرة القدم وضياع أطفال في سن الزهور …… فلم نسمع قط باستقالة وزير النقل أو التجهيز او الشغل او الشبيبة او الثقافة. فرغم حدة وخطورة التقارير عن الفساذ والتجاوزات الخطيرة في عدد من الوزارات والمكاتب الوطنية. كما يقع اليوم في قطاع الصحة ….وفيات بالجملة للنساء الحوامل على أبواب المستشفيات وفيات أطفال صغار بسبب لسعات العقارب وفيات بسبب غياب ادوية وفقدانها في السوق الوطنية وفيات بسبب صعوبة ولوج العلاج والدواء خاصة بالنسبة للمصابين بأمراض القصور والفشل الكلوي وأمراض القلب والشرايين والسرطان…. ..الوزير الصحة لن يقدم استقالته لكنه يجتهد في البحث عن مبررات. وهو يعرف جيدا ان ما وقع من مسؤوليته وضمن اختصاصاته ؛ لكنها يبحث عن كبش فداء كطبيب لو ممرض لتوقيفه او معاقبته لذلك تتكرر الأخطاء ويستشري الفساذ السياسي وتضيع المسؤولية وتبقى المحاسبة مجرد شعار لاستهلاك .يتشبتون بالكرسي ويطالبون بتقاعد مريح بعد نهاية الولاية ……. ان الأوان لتكريس وتفعيل ثقافة الاستقالة وربطها بالمسؤولية السياسية والإدارية والأخلاقية الم يحن الوقت. بعد ليقدم وزير الصحة استقالته بسبب توالي الفضائح و الأخطاء والفساذ في قطاع اجتماعي بامتياز ؟!
علي لطفي الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للشغل
التعليقات مغلقة.