مؤتمر يحرجه شعاره

دأبت مدينة مراكش على احتضان الملتقيات الدولية والمؤتمرات, نظرا لتلك البصمة التي بقيت لصيقة باسمها سياحيا وعالميا كاحد المدن الامبريالية الدائعة الصيت , فبعدما اسدل الستار على مؤتمر المدن والجماعات المحلية والذي سجل اختلالات جمة على مستوى التنظيم , ياتي مؤتمر لايقل اهمية عن الاول وله تاثير مباشر على مسقبل القطاع السياحي باعتباره مورد هاما لخزينة الدولة , انه المؤتمر الذي احتضنه متحف الماء يوم فاتح دجنبر 2018 حيث اختارالاتحاد العالمي لصحفيي السفر والكتاب وبتنسيق مع الجمعية المغربية الفرع بالمغرب تنظيمه في نسخته الستيين تحت الرعاية السامية لجلالة الملك حامي الملة والدين, حيث اتفق المنظمون على شعار :” السياحة والثقافة ايةعلاقة اي مستقبل ؟ ” مند اول وهلة اثارهذا شعارالمؤتمر مجموعة تساؤلات, رغم اننا كصحفيين معتمدين لم توجه لنا اية دعوة تذكر ,فكان الواجب الوظيفي والالتزام المهني يفرض نقل الخبروالتفاعل كاعلاميين مع الاحداث وكل مايهم تثقيف المواطن وكذا المساهمة في تنمية هذه الوظيفة التواصلية في سبيل ورقي هذا الوطن لكن خدلنا شكلا و محتوى في اغلب تفاصيل المؤتمر حيث اعتبرناه بعيد كل البعد شعاره , فعلاقة السياحة بالثقافة علاقة عضوية فكون البلد المحتضن بلد عربي تتداخله ثقافات عربية امازيغية افريقية يبقى الاخذ بهذا المعطى اساسي في كل تخطيط استراتيجي يهمه ,والا سوف يصبح مبتورا من جدوره لكن الذي لاحظناه هو ان اللغة العربية اخر مايفكر فيها المنظمون ,لا على مستوى الرسالة اوالخطاب ولا على مستوى الصورة الاعلانية والاشهارية , بل حتى الملف الصحفى محرر فقط باللغة الانجليزية ومما يعمق هذا الشرخ بين هدف المؤتمر ورسالة الشعار هو مذاخلتين الاولى لرئيس الجمعية المغربية لصحفي السفر والكتاب بالمغرب نبيل الصنهاجي والتي اكد فيها ان الهدف من هذا المؤتمر الرغبة الاكيدة في تنمية القطاع وتقديم صورة جيدة للضيوف عن جمال هذا البلد المحتضن المعروف بالتسامح وانفتاحه على الحداثة و حفاظه على خصوصياته واصالته وهذا يتطلب العزم والاتتزام الواجبين . فاين الالتزام والعزم والحفاظ على الخصوصية ؟ والثانية في سؤال وجهه السيد المنشط لاحد ضيوفة وهي مستشارة في الشؤون السياحية بجمهورية كرواتيا : ماذا تنصحين المنظمين لو كنت مستشارة بالمغرب فاجابت باقتضاب بان اللغة والخصوصية والهوية توابث اساسية . فهلا اخذ المنظمون بنصيحة المستشارة الكرواتية ؟ ان المستشف من هذه المذاخلتين هو اننا بدانا نحس بالغربة في اوطاننا ونحن على مشارف 18 دجنبر والاحتفال باليوم العالمي للغة العربية نندد بمثل هذه السلوكات المهينة لاحد مكون من مكونات الهوية الوطنية قد تم تهميشه بشكل متعمد وهذا خرق لايجد اساسه في الفصل الخامس من الدستور وانما في الاحكام القضائية الصادرة بهذا الخصوص لقد نددت مجموعة من الجمعيات بهذا التصرف الاخرق وحثت المواطنيين الى رفض مثل هذه السلوكات بل واقامة دعاوي قضائية كما دعت البرلمان الى سن قانون يضع جزاءات مدنية وتاديبية وجنائية ضد كل من يخرق حق استعمال اللغة العربية في الادارات العمومية والمراسلات الرسمية كما يجدر بنا التوجيه الى مراسلة السيد رئيس الحكومة سعد الدين العثماني يوم الثلاثاءنونبر 2018منشورا حكوميا الى الوزراء والكتاب العامون والمندوبين الساميين في موضوع الزامية استعمال اللغة العربية وقد اخذ هذا القرار شكلا استعجاليا السؤال لماذا يتعمد بعض المسؤولين الخرق المتعمد للقانون ؟ وكيف يمكن الحديث عن وطنية في اهانة سافرة لمكون الهوية ؟.

ذ بوناصر المصطفى

التعليقات مغلقة.