كل من وطئت قدماه ساحة جامع الفنا والاسواق المحيطة بها وعلى رأسها ممر البرانس وباب فتوح ودرب ضباشي، يصاب بالصدمة لواقع هذه الفضاءات التي أضحت تعج بالباعة المتجولين والفراشة، لدرجة الاختناق وعرقلة السير، وطبيعي أن هذا الواقع الجديد ما كان له أن يتناسل ويتكاثر ويتجاوز الحدود لولا وجود لوبيات لم يعد يهمها سوى الاسترزاق وتغدية أرصدتها على حساب المصلحة العامة ومستقبل ساحة جامع الفنا الآخذة في فقدان مقوماتها وخصوصياتها وتخليها عن الطابع الفرجوي وفن الحلقة واستسلامها للغزو التجاري الفوضوي والعبث
هذا الواقع الجديد والذي فسره البعض بوجود نوايا مبيثة فضلت إغراق ممر مولاي رشيد ” البرانس “بالفراشة والباعة المتجولين نكاية في جمعيتها التي دخلت في عدة تجاذبات مع بعض رجال السلطة، ومواقفها الرافضة لغض الطرف عن بعض التجاوزات التي قام بها صاحب مطعم بالممر وفضحها لبعض الجهات التي تصفها بالمضلات التي تزكي الفساد وتساهم في تشويه معالم ساحة جامع الفنا والاسواق المحيطة بها، وأيضا إصرارها على ملاقاة والي مراكش وتفعيل ما تم الاتفاق عليه.
إن الزائر لساحة جامع الفنا والأسواق المحيطة بها سيصاب بالنوبة القلبية وهو يعاين المشهد الجديد الذي يعمد إلى التضييق على الراجلين وإخراس ألسنة التجار وتجسيد العشوائية وتكريس الاسهال التجاري، فيكفي أن الفراشة أصبحوا يشكلون سلاسل متواصلة من مدخل الممر المذكور إلى غاية مدخل حي القصبة بجانب محطة الطاكسيات، ومن مدخل درب ضباشي إلى غاية باب اغمات، كما أن ساحة الكتبية ومحيط المسجد بدأ يوما عن يوم يلاقي نفس المصير.
وحسب تجار البرانس فإن الإكتظاظ والاختناق الذي أصبح يشهده البرانس يشجع اللصوص والنشالين على تكثيف نشاطهم خاصة عند غروب الشمس ولم يسلم من اعتداءاتهم سائح او زائر او ابن بلد، كما تعاني النساء كثيرا من تواجد بعض الاشخاص الذين يستغلون الازدحام من أجل الاحتكاك بهن وإشباغ غرائزهم بشكل ينذى له الجبين، كل ذلك يجري على مرأى ومسمع من التجار والمارة ، ولا أحد يجرأ على تغيير المنكر.
وللتذكير، فإن التراخي في اتخاذ الاجراءات الضرورية لتحرير الملك العام والاستسلام لجيوش من الباعة الذين استغلوا الظرفية الحالية وبعض الأحداث المأساوية التي ارتكبها بعض المتهورين في أنفسهم، وتقييد اختصاصات السلطات المحلية وخاصة القواد لن يزيد الحال إلا سوءا،والظاهرة استفحالا
محمد سعيد مازغ
التعليقات مغلقة.