المويسي يفتح حكيه على المتخيل الإسباني

المويسي يفتح حكيه على المتخيل الإسباني

هسبريس من الرباط
الأربعاء 12 يونيو 2013 – 02:16

عن اتحاد كتاب المغرب بالرباط، وضمن منشورات الموسم الثقافي لسنة2013 صدر للكاتب المغربي عبدالإله المويسي مؤلف سردي عبارة عن مجموعة من محكيات تتأسس تخييليا عبر إنشاء نوع من المحاوارات الذاتية مع الوجود الإسباني بكل تداعياته التاريخية والفكرية والعاطفية والذي عاشته مدينة القصر الكبير خلال المرحلة الاستعمارية. وهكذا تحضر أسماء أمكنة وشخوص وأحداث فارقة في تاريخ ثقافي حافل امتد لأكثر من ستين سنة عرفت خلاله المدينة احتكاكا مؤثرا طبع صورتها في متخيل أبناءها.

كما أن المحكيات تقوم من جانب آخر على نوع من التوظيف السردي الميتانصي، من داخل الصوغ الحكائي، لمجموعة من المؤلفات الأدبية الفاصلة في الآداب العالمية، وذلك عبر استحضارها تخييليا ودمجها في في تسلسل وقائع المحكيات. وهكذا نجابه، في رحلة قراءة المحكيات، بحضور طاغ لغابرييل غارسيا ماركيز، إرنست همنجواي ، إيزابيل أليندي، سوزانا ثامارو، خيوكوندا بيي، ماريو بنديتي، غليزابيت جيلبرت، كينيزي مراد، جمانة حداد، محمد الماغوط، عبدالفتاح كيليطو، أحمد المجاطي، عبدالكريم الطبال، عبدالله راجع، وآخرون.

محكيات تحتفل بالحب، بالسفر، بالأدب، بالخيال، بالتاريخ… سبق أن نشرت عبر نصوص متفرقة بالملحق الثقافي لجريدة العلم.

وتتوزع المحكيات عبر ثلاثة فصول استغرقت 170 صفحة تتالى خلالها الحكي بضمير المتكلم معبرا عن انخراط السارد في سيرورة الوقائع موجها خطابه إلى مخاطب مؤنث يتبادلان معا مواقع الإمساك بلعبة جرد الأحداث.

ولعل أهم غواية استطاعت لحد الآن المحكيات أن تمارسها على القارئ هي تَمَنُّعَهَا على التصنيف الأجناسي.

وإذا كانت في شكلها الطباعي وبعض مؤشراتها الفنية تحيل على بعض مقومات الكتابة القصصية القصيرة، فإن هوية شخوصها المتشابهة عبر امتداد الوقائع والأزمنة والأمكنة، وتعدد سجلاتها اللغوية، وتنوع الخطابات بداخلها بحضور النص الشعر والغنائي والرسائلي والمترجمات، كل ذلك يربك المتلقي الذي يلفي نفسه مأخوذا بنفس سردي أقرب إلى النمط الروائي.

ما بين القصصي والروائي والمحكي تؤسس “مرام” هويتها في أفق مزيد من تأزيم مفهوم الكتابة الساعية إلى تفجير الحدود.

التعليقات مغلقة.