نفى الفزازي ما جاء في تصريحات أبي حفص لأحد البرامج الإذاعية مفادها أنه “خْوى” بقيادات حزب النهضة والفضيلة في آخر لحظة، مشددا على أن الغدر والخيانة ليسا من طبعه ولا أخلاقه” على حد وصف الداعية الإسلامي.
وفيما يلي نص بيان الفزازي الذي توصلت به الجريدة :
“كلمة واحدة جعلتني أخرج عن صمتي بخصوص دخول بعض “السلفيين” رحاب السياسة وحزب “النهضة والفضيلة” بالذات. وذلك بناء على ما صرح به الشيخ أبو حفص محمد عبد الوهاب الرفيقي لإذاعة ميد راديو في برنامج [في قفص الاتهام]. هذه الكلمة هي أنني [خْوِيتْ بهم في آخر لحظة] أي [خْويتْ] ب قيادات حزب “النهضة والفضيلة” بعد أن وافقت – زعما – على الدخول في الحزب. و[بطبيعة الحال الأستاذ خليدي رفضني]
فقد سئل الشيخ أبو حفص في البرنامج المذكور: [سّي خليدي عمل الفيتو على سي الفيزازي…؟] جواب الشيخ: [من طبيعة الحال واحد رفضهم مرة أخرى ما غديش يستدعيوه]
وبيانا للحقيقة أقول ما يلي:
الأستاذ محمد خليدي صديق عزيز والتقدير الكبير متبادل بيني وبينه بشكل كامل، ولا يمكن أن يفهم من كل محاوراتي له – لا سيما في المدة الأخيرة – أنني أرفض الدخول في الحزب بلْه رفضه شخصيا أو رفض رجالات الحزب الذين لهم في نفسي كل الاحترام… وإذا كان هذا هو موقفه مني – وهو كذلك – فلا يمكن أبدا أن يستعمل [الفيتو] في حقي كما قيل.
وللحقيقة أقول: إن الأستاذ خليدي قد طرح علي موضوع الانضمام إلى الحزب مرات متعددة، كما طرحه على غيري… وهذا من حق كل رئيس حزب يسعى إلى توسيع دائرة تأثير حزبه ونفوذه في ساحة التدافع السياسي… ولا عيب في ذلك البتة. بل هذا هو المطلوب… ومعلوم أنني في بداية الأمر كان انضمامي إلى حزب “النهضة والفضيلة” خيارا ضمن خيارات أخرى مثل الانضمام إلى حزب العدالة والتنمية العتيد أو تأسيس حزب جديد، أو التفرغ للدعوة إلى الله… وهكذا استمرت العلاقة بيني وبين الأستاذ خليدي وكثير من قيادات الحزب الذين أكنّ لهم كل الاحترام والتقدير. وعلى رأسهم المحامي عبد الله العماري الذي كان أول من اتصل بي بعد خروجي من السجن، وكذا الأستاذ خالد مصدق وغيرهما… لقد أبديت موافقتي على الالتحاق بالحزب فعلا. وكنت أنتظر انعقاد المجلس الوطني للحزب للبت في الموضوع رسميا… إلا أن المفاجأة هي انعقاد هذا المجلس من أجل دخول الإخوة الخمسة وعلى رأسهم الشيخ أبو حفص… دون عبد ربه محمد الفزازي.
هذا الإقصاء الذي فاجأ الجميع، والذي رفضه بعض قيادات الحزب نفسه، مثل المحامي عبد الله العماري يمكن أن تكون له خلفية مقبولة – ربما – لكن ما لا أقبله، هو أن يستعمل في حقي لفظ [خْوى بهم] وهو نوع من الغدر والخيانة… وهذا ليس من خلقي. هذه العبارة بالذات هي من دفعني إلى إصدار هذا البيان… إضافة إلى دعوى رفضي لرجال الحزب وهي دعوى لم تكن صحيحة… التفكير في الأمر ليس رفضا… فكيف بإبداء الموافقة… هل إبداء الموافقة رفض؟ بلْه أن يكون [خويتْ بهم]؟ وحتى إن كان سيحصل رفض فهو ليس رفضا للأساتذة والإخوة، بل كان سيكون رفضا للانضمام إلى الحزب… وثمة فرق بين الأمرين بلا شك. أما انضمام الإخوة إلى الحزب فهذا اختيارهم الذي ندافع عنه، وحقهم الطبيعي الذي لا ينبغي أن ينازعهم فيه أحد.
الحقيقة أنني تفاجأت بإعلان دخول الإخوة أبي حفص ومن معه في الحزب وذلك بُعَيْد محادثتي مع الأستاذ محمد خليدي الذي فارقني بانطباع يكاد يقترب من موافقتي على الانضمام إلى الحزب. وكذا بُعَيد مشاورتي من قبل الشيخ أبي حفص حيث قلبنا الموضوع على كل جوانبه ورجّحنا مصلحة الانضمام على أي شيء آخر… وبالنسبة إلي فإن بعض التأني وعدم الاستعجال كان هو السمة الحقيقية لموقفي النهائي. ولكن انضمام الإخوة فاجأني بقوة… ولم أستطع فهم هذا الموقف سواء من الأستاذ الصديق محمد خلدي رئيس الحزب أم من الشيخ أبي حفص وهو صديق عزيز كذلك، أم من أخي وصديقي المقرب هشام التمسماني الذي أسكن وإياه في نفس المدينة ونلتقي بين حين وآخر. بصراحة، إني عاجز عن الفهم. وكل ما فهمت هو أن في الأمر شيئا… هذا الشيء أفصح عنه الشيخ أبو حفص في برنامج [في قفص الاتهام]… وهو “الفيتو” من قبل الأستاذ خليدي… ومع ذلك فلا يزال في نفسي شيء من الموضوع. أكاد أقول : لا أصدق.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن المحامي عبد الله العماري وهو قيادي كبير بالحزب قد احتج على هذا الإقصاء بتغيبه عن المجلس الوطني الذي نظر في القضية، وذلك لأسباب عديدة سمعتها منه شخصيا وهو خير من يعبر عنها بنفسه… لو شاء…
أتمنى للحزب كل التوفيق، وللإخوة الشيخ أبي حفص ومن معه كل النجاح في هذه التجربة الرائدة… والله ولي التوفيق والقادر عليه. وبه الإعلام والسلام.”
التعليقات مغلقة.