انتقل صباح اليوم الأربعاء الشيخ محمد زحل أحد مؤسسي الشبيبة الإسلامية، إلى دار البقاء، بعد صراع مرير مع المرض، هو واحد من ربابنة العمل الإسلامي بالمغرب، بل هو من نوادر قياداته التاريخية، إذ يحمل في ذاكرته الحية قدراً مهماً جداً من تاريخ التجربة الدعوية بالمغرب، فبالإضافة إلى كونه واحداً من الرواد المؤسسين، فإنه ممن أسهموا في تجنيب سفينة العمل الإسلامي الغرق، بعد فتنة الشبيبة الإسلامية في المغرب، وما تبعها من أحداث.
وكان رحمه الله من القيادات الدعوية النادرة التي ـ نحسبها ـ جمعت بين العلم والعمل، يتميز بصفاء العقيدة، والحرص على العمل بالسنة، مع فقه واع لقضايا العصر، يتقد حماساً وغيرة على العمل والصحوة الإسلاميين. تنبعث من حديثه ثقة كبيرة بدينه، وعزة إيمانية عالية. يحرص كثيراً على الحديث بلغة عربية فصيحة، جريء في الحق، غير متردد في إبداء أفكاره، سواء منها ما يتعلق بواقع الحركة الإسلامية بالمغرب وتاريخها الشائك، أو ما يتعلق بالصحوة الإسلامية في العالم الإسلامي بشكل عام.
ولد الشيخ محمد زحل رحمه الله سنة 1943 في بلدة تيلوى دوار إكوزلن، فرقة أيت بها، قبيلة نكنافة حاحة الشمالية الغربية فرع من قبائل حاحة الكبرى، وتتلمذ على يد عدد من كبار العلماء والمشايخ في المغرب.
تلقى تعليمه الأول بالمدرسة «الجازولية» نسبة إلى محمد ابن سليمان الجازولي، ثم بالمدرسة «الهاشمية» تحت إشراف الشيخ البشير بن عبد الرحمن توفيق والد الدكتور محمد عز الدين توفيق، ثم بمعهد تارودانت، ثم بمراكش في التعليم النظامي.
قادته الأقدار إلى مدينة الدار البيضاء وإلى جانب عمله معلما في أحد مدارسها، كان داعية وخطيبا للجمعة في عدد من مساجد العاصمة الاقتصادية منها جامع الحجر بدرب غلف، ومسجد الحاج علي الهواري بالقريعة، و مسجد السنة بدرب الطلبة، ومسجد الشهداء بالحي المحمدي.
كما ألقى دروسا متوالية في كل من المسجد اليوسفي بقرية الأحباس، والمسجد المحمدي بها و مسجد الفورات بالحي المحمدي، والجامع العتيق بعين الشق ومسجد الحفاري بدرب السلطان، ومسجد بين المدن، ومسجد التوحيد، بدأ تفسير القرآن العظيم سنة 1976م بدءا من سورة الفاتحة.
– عمل لمدة عشرين سنة بالتعليم منذ سنة 1965م.
– اشتغل بالخطابة في عدة مساجد، إلى أن تم توقيفه سنة 1984م.
– أشرف على عدة دور قرآنية.
– أصدر إلى جانب الدكتور سعد الدين العثماني وجماعـة مـن الشباب المسلم مجـلة «الفـرقان» المغربية.
التعليقات مغلقة.