اختتمت مساء أمس السبت 08 يوليوز 2017، بمراكش، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان “ويكاند آرت”، الذي ينظمه المركز المتوسطي للتراث والفنون والثقافات، بعرض لخمسة أفلام قصيرة، أبرزها فيلم “الكلون” للفنانة “منال الصديقي”، وتنظيم حفل فني بهيج أثت فقراته مجموعة من الفنانين الكبار، تقدمهم الفنانة “رجاء اقصابني” والفنان “ميدو المصري”، ووسط إشادة كبيرة للجمهور الذي تابع فقراته، بالمستوى الراقي وتنوع مضمون البرنامج العام للمهرجان.
دورة هذه السنة التي نظمت تحت شعار “الفنون قاطرة للتأصيل للحضارة”، تميزت أشغال اليوم الأول منها بتنظيم ندوة إعلامية حول “الأداء الإعلامي بالمغرب بين الماضي والحاضر وسبل تطويره ربطا بالتطور التكنولوجي” ، ساهم فيها كل من “محمد الغيداني” صحفي سابق بالشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة، “عمر سليم” مدير سابق للقناة الثانية، وأطر ها الصحافي “إسماعيل احريملة”.
واستعرض “محمد الغيداني” من خلال محورين أساسين في مداخلته، مراحل تطور العمل الإذاعي بالمغرب منذ تأسيس الإذاعة الوطنية سنة 1928، التي كانت تسمى في فترة الحماية “راديو ماروك”، حيث أوضح المتحدث أن جميع العاملين آنذاك بهذه المؤسسة وحتى منتصف سبعينيات القرن الماضي لم يكونوا مسلحين بشهادات أكاديمية في القطاع، وكان رأسمالها الوحيد والأوحد هو الدفاع عن القضية الوطنية ورفع الحماية عن المغرب، مبرزا أن أول من تكلم على أمواج الإذاعة المغربية باللغة العربية كان الراحل “الحاج محمد المريني”، الذي كان يشتغل آنذاك بجريدة السعادة، للحق بعد ذلك مجموعة من الأسماء للأشتغال براديو ماروك، والتي تم تطويرها تدريجيا، حيث كانت سنة 1938 شاهدا على تقديم اول البرامج باللغة الأمازيغية، ليستمر العمل إلى مابعد الاستقلال، ثم المراحل الحديثة والتي تميزت بتحرير المشهد السمعي البصري. وتطرق “الغيداني” في المحور الثاني تطور العمل الأعلامي بالمغرب ارتباطا مع الطفرة التكنولوجية، وهيمنة مواقع التواصل الاجتماعي، والمشاكل المرتبطة بذلك، وكذلك مع القفزة النوعية والكمية التي حققتها المواقع الألكترونية والتلفزات الرقمية، والتي جعلت العديد من الأسر المغربية تعاني كثيرا لضبط محتوى المشاهدة لدى أبناءها على المواقع الإلكترونية.
أما “عمر سليم” فاعتبروا مايعيشه قطاع التلفزيون بالمغرب في الوقت الراهن، بالفضيحة الكبرى، حيث أن تردي المحتوى، وهيمنة المسلسلات التركية، على حساب المنتوج الوطني، والبرامج الثقافية والإخبارية، ساهم بشكل كبير في تدني نسبة المشاهدة لدى قنوات القطب العمومي، مبرزا أن القناة الثانية قامت بحملة دعائية مجانية لفائدة السياحة بدولة تركيا، بل كانت هي من أدى واجبات ذلك، من خلال عرضها للمسلسلات التركية طيلة فترة النهار، ونفاق ملايين الدراهم لشرائها وللقيام بعملية دبلجتها بلهجة الدارجة المغربية في مستوى حواري وألفاظ دنيا تخدش أسماع المتفرج، وحمل “سليم” مسؤولية تدني المنتوج التلفزيوني بالقناة الثانية، وقربها من إعلان إفلاسها للمدير العام الحالي للقناة، وكذلك مدير الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، واللذان ساهما في محاربة تشجيع الإنتاج الوطني، وتبدير أموال عمومية في أعمال لا ترقى إلى المستوى، وذلك ترضية لأجندة معينة ولشركات الإشهار، وطالب “عمر سليم” بضرورة إسناد الأمور إلى أهلها، لأجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، والنهوض بالمشهد التلفزيوني بالمغرب، وتشجيع المنتوج الثقافي والأدبي، والبرامج الوثائقية الهادفة، إضافة إلى الرفع من الميزانية المخصصة بالمجال الثقافي والبحث العلمي بالمغرب، والتي من شأنها أن تفتح المجال لعقد شراكات مع القطاع الأعلامي والإسهام في تطوره.
وفي لحظة اعتراف وتكريم، تم خلال هذا الحفل تكريم الإعلامي “عبد السلام زيان” مدير الإذاعة الجهوية بمراكش سابقا، حيث قدم العديد من زملاءه شهادات صبت كلها في كونه كان يشتغل بمهنية كبيرة، وساهم في تأطير العديد من العاملين بالإذاعة، بل وكان يقدم لهم دائما القيمة المضافة التي ساهمت في تألقهم، وتقديمهم لمنتوج إذاعي متميز.
وفي تصريح ل”مولاي هشام لمغاري” مدير المهرجان، ورئيس المركز المتوسطي للتراث والفنون والثقافات، أكد أن هذه الدور تعد اللبنة الأولى في إطار بناء تقليد جعل منه المركز أحد أسمى أهدافه، والتي تتركز على ثقافة الإعتراف وتكريم فعاليات أغنت بإسهاماتها في المشهد الثقافي، الفني، والأدبي سواءا وطنيا اومحليا، والرقي بالمستوى الثقافي بالبلاد، وتجميع إبداعات المثقفين والفنانين والأعلاميين الوطنيين، من خلال مجموعة أنشطة سيدات المركز على تنظيمها.
التعليقات مغلقة.