المغرب يوقع على معاهدة مراكش الهادفة إلى تحسين ولوج المكفوفين وضعاف البصر إلى الأعمال المنشورة المحمية بحقوق المؤلف

وقع المغرب، اليوم الجمعة بالمدينة الحمراء، على معاهدة مراكش الهادفة إلى تحسين ولوج المكفوفين وضعاف البصر والأشخاص الذين يعانون صعوبة في قراءة النصوص المطبوعة، إلى الأعمال المنشورة المحمية بحقوق المؤلف.

وأكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة السيد مصطفى الخلفي في كلمة ألقاها خلال حفل التوقيع على هذه المعاهدة، ” إننا نوقع اليوم على معاهدة تاريخية التي تجمع بين حماية حقوق المؤلف والحقوق الإنسانية ” .

وتوجه بكلمته نحو الدول ال 186 الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية ” لم يكن بامكاننا تحقيق هذا الانجاز التاريخي بدون دعمكم “، مشيرا الى أن هذه المعاهدة ” لن تنفع شيئا إذا لم يتم التقليص من الولوج إلى المعرفة ، والعمل في أقرب وقت على المصادقة وتفعيل هذه المعاهدة”.

وأعلن الوزير ” باسم المغرب ، نعدكم أننا سنواصل لنكون شركاءكم، للوفود وللمنظمة العالمية للملكية الفكرية، على جميع مستويات هذه العملية. وإننا نوقع على هذه المعاهدة اليوم وسنعمل على اعتمادها في الشهور المقبلة ، وإننا نشجع على الاقتداء بذلك” .

وهنأ عدة أعضاء آخرين من المجتمع الدولي، الذين اقتدوا بهذا المسار، وقدموا بالتالي دعمهم لهذه المعاهدة، حيث توالت 50 دولة على المنصة المؤتمر للتوقيع على معاهدة مراكش.

ومن جهة أخرى، أكد الوزير على الأهمية العمل الذي أنجز مع كافة الشركاء ، وأيضا، مع أعضاء المجتمع المدني ، مضيفا أن المملكة تأمل أن تواصل هذا التعاون من أجل المصادقة على المعاهدة وتنفيذها. تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الدبلوماسي المعني بالأشخاص معاقي البصر (18 – 28 يونيو) اعتمد، أمس الخميس، بإجماع أعضائه ال186 في المنظمة الدولية للملكية الفكرية، معاهدة مراكش، وسيدخل هذه المعاهدة حيز التنفيذ 90 يوما بعد المصادقة عليه من قبل الأطراف العشرين الأوائل. وستتاح للمستفيدين من هذه المعاهدة سبل أفضل للنفاذ الى القصص والكتب المدرسية وغيرها من المواد التي يمكنهم استعمالها لأغراض التعليم والترفيه.

تجدر الإشارة الى أنه عقب سلسلة من المناقشات التمهيدية، أخذت اللجنة الدائمة للمنظمة العالمية للملكية الفكرية المعنية بحق المؤلف والحقوق المجاورة، تدرس منذ سنة 2004 بعض الاستثناءات المطبقة على حق المؤلف وامكانية تنسيقها على الصعيد الدولي لفائدة معاقي البصر والاشخاص العاجزين عن قراءة المطبوعات. وقد اكتسبت مناقشات هذه المنظمة زخما إضافيا بعد اعتماد اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة في سنة 2006 ، التي تنص في المادة 30 على ألا تشكل القوانين التي تحمي حقوق الملكية الفكرية عائقا تعسفيا أو تمييزيا يحول دون الاستفادة من المواد الثقافية .

وحسب المنظمة الصحة العالمية، يوجد في العالم أكثر من 314 مليون شخص مكفوف أو معاق البصر، يعيش 90 في المائة منهم في البلدان النامية، حيث خلصت دراسة استقصائية أجرتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية في سنة 2006، الى أن أقل من 60 من البلدان تنص في قوانينها الوطنية بشأن حق المؤلف على تقييدات واستثناءات تتضمن أحكاما خاصة للاشخاص معاقي البصر، مثل إتاحة الكتب المحمية بحق المؤلف في نسق برايل أو في نسق مطبوع بخط مضخم أو في نسق سمعي مرقمن.

 الانتفاضة

التعليقات مغلقة.