الضربة العسكرية ضد سوريا تقسم اليساريين والإسلاميين المغاربة

 

أثارت الوقفة التنديدية التي نظمها ناشطون مغاربة مساء الاثنين 2 سبتمبر بالرباط، ضد تهديدات أمريكا وحلفائها بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا، انقساما واضحا في مواقف الأحزاب السياسية وما بين وجهات نظر اليساريين والإسلاميين من جديد، على غرار المواقف من الأحداث بمصر، هذا في الوقت الذي عبر الموقف الرسمي المغربي، عبْر بيان لوزارة الخارجية المغربية، عن تحميله النظام السوري المسؤولية والعواقب التي ستنتج عن هذا التدخل العسكري الغربي، في إشارة ضمنية لمساندته للتدخل العسكري المرتقب.

انقسام داخل أحزاب الحكومة

حزب “التقدم والاشتراكية” وعبْر ديوانه السياسي عبَّر عن رفضه “المطلق” لأي تدخل عسكري في سوريا، معتبرا ذلك “من شأنه الزيادة في تأزيم أوضاع الشعب السوري، وشعوب المنطقة برمتها”. وأشار الحزب، إلى أن التدخلات العسكرية لم يسبق أن أدت إلى معالجة حقيقية لأزمات مشابهة، بل على العكس من ذلك، يقول البيان، “حولت الصراعات السياسية في البلدان المعنية إلى مستنقعات كارثية، وأفرزت مآسي، وأثرت سلبا على الأوضاع الدولية قاطبة”.

أما حزب “العدالة والتنمية” الذي يقود الحكومة فقد التزم الصمت حتى الآن، فيما كان موقف حركة “التوحيد والإصلاح” الذراع الدعوي لحزب “العدالة والتنمية”، واضحا حيث دعا محمد الحمداوي، رئيس الحركة، بجريدة التجديد يوم الثلاثاء 03 سبتمبر الجاري، “المنتظم الدولي لتقديم مختلف أنواع الدعم لتمكين الشعب السوري من تحقيق أهداف ثورته المشروعة”، دون أن يكشف عما يقصده بـ “مختلف أنواع الدعم”، وإن أكد الحمداوي، بأن “الضربة العسكرية ليست لإسقاط نظام بشار الأسد الدموي المجرم وليست لمصلحة الشعب السوري”.

اتفاق بين أحزاب اليسار وأحزاب المخزن

ومن بين المواقف المثيرة المعبر عنها تلك التي جمعت ما بين أحزاب محسوبة على صف “اليسار” وأحزاب تصنف بأنها مقربة من “المخزن”. فقد اعتبر حزب “الاتحاد الاشتراكي”، أن “التدخل العسكري لأمريكا وحلفاءها بمبرر استعمال النظام السوري للسلاح الكيماوي، هي نفسها المبررات التي أدت لتدمير العراق و تشريد شعبه”.

من جهتها أدانت الكتابة الوطنية لحزب “النهج الديمقراطي” ما أسمته بـ”التكالب الامبريالي والرجعي” على بلد سوريا. وناشد الحزب في بيان له، “كل القوى المحبة للسلام عبر العالم للوقوف الحازم في وجه هذا العدوان الغاشم، حتى لا تتكرر مأساة الشعب العراقي الشقيق”، كما  أعرب عن “تضامنه اللامشروط مع نضال الشعب السوري من أجل تقرير مصيره بعيدا عن التدخلات الأجنبية الرجعية والصهيونية والامبريالية”.

أما حزب “الأصالة والمعاصرة”، المصنف بأنه قريب من “المخزن”، فكان السباق لإعلان موقفه المناهض للتدخل العسكري، حيت قال بيان الحزب إن “التدخل الأجنبي والعدوان العسكري الوشيك هو استهداف للشعب السوري”، محملا مسؤولية مظاهر الإبادة الممارسة حسب البيان لكلا الطرفين المتناحرين بسوريا، وأكد أن إضعاف سوريا هو تقوية مباشرة لإسرائيل وحلفائها.

الإسلاميون محرجون

في جانب التيارات الإسلامية بدا الإحراج واضحا فهم مبدئيا مع “الثورة السورية”، وضد نظام بشار الأسد، وضد أمريكا ومع تدخلها العسكري للإطاحة ببشار الأسد، ومع أمريكا في سورية وضدها في مصر. لذلك جاءت المواقف المعبرة عنها داخل هذا الصف مرتبكة أو غير واضحة. فموقف حركة “التوحيد والإصلاح” الذراع الدعوي داخل حزب “العدالة والتنمية” ملتبسا فهو مع الضربة ومتضامن مع الشعب السوري.

أما جماعة “العدل والإحسان” فقد سٌجل غياب تام لأعضائها في الوقفة المنددة بالتدخل العسكري الأمريكي المحتمل لسوريا التي شهدتها الرباط مؤخرا، كما أن الجماعة لم يصدر عنها أي موقف عبر بيانات أو تصريحات لقياديها، وهي التي نزلت بقوة في المسيرة المنددة بتدخل الجيش المصري لعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، في المسيرة الأخيرة بالرباط قبل عدة أسابيع، وهي أيضا المعروفة بمواقفها “المناصرة للأمة ضد قوى الاستكبار والصهيونية العالمية” حسب أدبياتها.

التعليقات مغلقة.