الاحتفال باليوم العالمي للصحة تحت شعار:” معا ضد السكري”

 

يخلد المغرب، يوم 7 أبريل 2016، اليوم العالمي للصحة والذي اختارت له المنظمة العالمية للصحة هذه السنة موضوع:”داء السكري” تحت شعار:”معا ضد السكري”.

ويتزامن هذا اليوم مع انطلاق المرحلة الثالثة من الحملة الوطنية للتحسيس بشأن داء السكري ومضاعفاته والتي أطلقتها وزارة الصحة بالتعاون مع الوكالة الوطنية للتأمين الصحي والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي السنة الماضية، وذلك في إطار الاتفاقية المبرمة بين هذه الأطراف الثلاث والتي تهدف إلى الوقاية من الأمراض المزمنة والمكلفة.

 والجدير بالذكر أن المرحلتين السابقتين من هذه الحملة نظمتا خلال شهر يونيو (بمناسبة شهر رمضان 2015) وشهر نونبر (بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري 2015). ويُعْتَبَرُ اليوم العالمي للصحة هذه السنة فرصة أخرى للتعبئة والتوعية من أجل الوقاية من مخاطر هذا المرض ومضاعفاته.

خلال هذه المرحلة الثالثة للحملة، تقوم وزارة الصحة والوكالة الوطنية للتأمين الصحي والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي ومنظمة الصحة العالمية ببث رسائل توعوية بواسطة وصلات تلفزيونية وإذاعية ووسائل ديداكتيكية، وأنشطة أخرى بالتعاون مع المجتمع المدني والأكاديميين.

في نفس الصدد، ستقوم وزارة الصحة بإطلاق عملية الكشف المبكر عن داء السكري لفائدة 500000 شخص من الفئات الأكثر عرضة لداء السكري وذلك بجميع مؤسسات الرعاية الصحية الأولية.

وللإشارة، يقدر عدد الأشخاص المصابين بداء السكري بالمغرب بحوالي مليوني شخص تتراوح أعمارهم من 25 سنة فما فوق، 50 ٪ منهم يجهلون إصابتهم بهذا المرض. وتتكفل وزارة الصحة بتوفير الرعاية والأدوية لفائدة 625000 مصابا بداء السكري بمؤسسات الرعاية الصحية الأولية، 60٪ منهم هم من حاملي بطاقة الراميد.

وحسب التقرير السنوي العام للوكالة الوطنية للتأمين الصحي حول التأمين الصحي الإجباري لسنة 2014، فإن 49،3 ٪ من إجمالي النفقات تهم الأمراض الطويلة الأمد حيث يكلف داء السكري 10،2٪ من هذه النفقات.

ويحتل داء السكري المرتبة الأولى في قائمة الأمراض الطويلة الأمد لدى المُؤمَّنين بالصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي حيث يمثل على التوالي ٪40 من إجمالي المؤمنين أي 55085 شخص و29٪ أي 60013 شخص.

رسالةالدكتور علاء الدين العلوان مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بمناسبةيوم الصحة العالمي

يَعيشُ اليومَ حولَ العالمِ422 مليونَ شخصٍ مصابٍ بالسكري؛ نَصيبُ إقليم شرقِ المتوسطِ منهم 43 مليونَ شخصٍ.

إلاَّ أنّ إقليمَنا لديه أعلى معدَّلِ انتشارٍبين أَقاليمِ العالمِ؛ فبعد أن كانت تقديراتُ معدَّلِ الانتشارِتُشير إلى 6% في عام 1980، فقد ارتفعَت إلى 14% في عام 2014، ولا يزالُ هذا المعدَّلُ آخذاً في الزيادة، إذ يُشير عددٌ من الدراساتِ التّي أُجريت مؤخراً إلى أن نسبةَانتشارِ السكّري تزيدُ على 20%بين السكّان البَالغين في بعضَ البُلدانِ.

وتعكِسُ هذه الزيادةُ في أغلبِها معدّلاتِ ارتفاعِ النوع الثاني من السكّري، وهو أحدُ نوعَي المرَض. والنوعُ الثاني هو المسؤولُ عن 90% من حالات الإصابة بالسكّري حول العالم، ويحدُث عند توقف البنكرياس عن إنتاج الإنسولين الكافي أو عند عدم تمكُّن الجسم من الاستفادة من هذا الإنسولين. ويحدث هذا النوع بصورةٍ كبيرةٍ نتيجةَ فرطِ الوزنِ والخمول البدني والممارساتِ الغذائيةِ غير الصحية.

ويزيد السكَّريمن مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، فضلاً عن أنه أحدُ المسبِّبات الرئيسية للعمى وبتر الأطرافِالسفلية والفشلِ الكلوي. ولذلك، فإن الوقايةَ من الإصابة بالسكري ومضاعفاته أمرٌ بالغُ الأهمية.

وهنا تأتي المسؤوليةُ المشتركَة ما بين الحكوماتِومقدِّمي خدماتِ الرعايةِ الصحيّة والمجتمعِ المدني والأفرادِفي سبيل الوقاية من الإصابة بهذا المرض والتدبيرِ العلاجي له. ويلعب الأفرادُ المصابون بالسكّري أنفسُهُم دوراً كبيراً في السيطرةِ على حالتِهم الصحيّةِ.

فالحكوماتُ مسؤولةٌ عن زيادة الوعي الجماهيري بخطر السكَّري، وعن إيجادِ بيئاتٍ تمكِّن الناسَ من اتباعِ أنماطِالحياةِالصحيّةِ، وعن تنفيذ التدابير التي تقلِّل من تعرُّض السكانِ لعواملِ الخطرِ المؤدِّية إلى الإصابة بالسكَّري ومضاعفاته. كما أنها مسؤولةٌ عن ضمان إتاحةِ الخدماتِ الصحيّةِ بمستوىً مقبولٍ لجميع المصابين بالسكري.

أمّا الأفرادُ، فعليهم تحمّلُ مسؤولية صحتهم الشخصية عن طريق اتّباع نمطِ حياةٍ صحي؛ حيث إنّلبعضِ التدابير البسيطة الخاصة بأنماط الحياة، أثراً كبيراً في منع الإصابة بالسكَّري أو تأجيل ظهور أعراضه، ومن هذه التدابير مثلاً الانخراطُ في نشاط بدني منتظمٍ، والحفاظُ على وزن الجسم عند مستوىً صحي، وتناولُ الأطعمةِ الصحيةِ.

ويمكنُ للشخصِ المصابِ بالسكري أن ينعم بحياة صحية ومثمرة، شريطةَ أنتُشخَّص حالتُه في وقتٍ مبكِّر من الإصابة، وأن يخضع للتدبير العلاجي الفعّال، سواءً من جانب أحدِ مقدِّمي الرعاية الصحية أو بأن يتولى ذلكَ بنفسه. والكشفُ المبكِّر عن السكري والتدبيرُ العلاجي الملائمُ لهُ، بما في ذلك استعمالُ الأدوية والتدابير الخاصة بأنماط الحياة الصحية والمتابعة المنتظمة، كلُّ ذلك من شأنه أن يمنع تطورَ الحالةِ ويقِيَ من حدوث المضاعفات.

واليوم، ونحن نحتفل بيوم الصحة العالمي في السابع من نيسان/أبريل، فإننا نراه مناسبةً جيدةً لكي يكون لنا جميعاً دورٌ مؤثرٌ في التصدِّي للسكَّري. فلنعمل معاً من أجل وقاية ملايين الأشخاص في إقليمنا من الإصابة به، ولنبادر لمساعدتهم لكي يَحْيَوْا حياةً صحيةً ومفعمةً بالنشاط.

التعليقات مغلقة.