أعلن وزير الداخلية، محند العنصر يوم أمس السبت بأكادير، النهاية الوشيكة لعمليات إطفاء الحريق المهول الذي شب مؤخرا بغابة أمسكرود (حوالي 50 كلم شرق أكادير) والذي أتى على أزيد من 960 هكتارا من المساحات الغابوية المكونة أساسا من أشجار العرعار والأركان والزيتون البري.
وقال العنصر، في تصريح للصحافة في أعقاب جلسة عمل مع مختلف الهيئات المعنية بهذه العملية، “يمكننا القول الآن إن الحريق تم التغلب عليه وتم التغلب على آخر بؤر الجمار وأن هذه العملية قد انتهت”، مشددا في ذات الوقت على ضرورة التحلي باليقظة.
وأكد الوزير أن فرق التدخل المغربية من مصالح الوقاية المدنية والقوات المساعدة والمياه والغابات والسلطات المحلية والدرك الملكي والجيش والساكنة المحلية قامت بعمل جبار بالرغم من التضاريس الوعرة وصعوبة المسالك التي تميز منطقة أمسكرود حيث شب هذا الحريق.
كما أشاد بالتعاون الإسباني المغربي في هذا المجال والذي “مكن من التغلب على هذا الحريق في ظرف وجيز لأن السيطرة على حريق مهول بهذا الحجم في ظرف أسبوع يبقى إنجازا مهما”.
وذكر بالمباحثات الهاتفية التي أجراها، يوم الأربعاء الماضي، جلالة الملك مع العاهل الإسباني بهذا الخصوص والتي أعرب خلالها جلالته عن بالغ شكره وامتنان المملكة للدعم الذي قدمته الحكومة الإسبانية من أجل السيطرة على الحريق.
وبعدما أشاد بالاستجابة الفورية للطرف الإسباني للمشاركة في عمليات الإخماد وكذا بالتجاوب السريع لوزير الداخلية الإسباني، أبرز العنصر أن “هذه العملية ليست عادية وإنما تدخل في إطار علاقات أكثر بعدا وأكثر عمقا”.
وسجل الوزير أن جلالة الملك محمد السادس كان يتابع بدقة كل ما يتعلق بهذا الحريق، مشددا في هذا الشأن على حرص جلالته على ضمان سلامة الساكنة والسهر على اتخاذ كافة التدابير اللازمة من أجل حماية الممتلكات والأشخاص.
وفي اتصال هاتفي مع وكالة المغرب العربي للأنباء، صرح فؤاد عسالي رئيس قسم حماية الغابات بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر أن مختلف فرق التدخل استطاعت السيطرة على حريق أمسكرود بنسبة تتراوح مابين 97 و 98 في المائة.
وذكر أن عمليات التدخل البري تواصلت على مدى الأسبوع بدعم من سبع طائرات مغربية (3 من طراز كنادير و4 من طراز تيربو تراش) ومساعدة طائرتين إسبانيتين من طراز كنادير حلتا منذ ثلاثة أيام بالقاعدة الجوية الملحقة بإنزكان، مشيدا في الوقت ذاته بالتنسيق الجيد والتبادل الفعال للمعلومات بين أطقم الطائرات المغربية ونظيرتها الإسبانية.
وكانت غابة أمسكرود قد شهدت خلال شهر شتنبر 2011 حريقا مماثلا أدى إلى إتلاف ما يربو على 180 هكتارا من الغطاء النباتي.
وحسب إحصائيات للمندوبية السامية، فإن حرائق الغابات بلغت خلال سنة 2012 ما مجموعه 484 حريقا امتدت على مساحة 6696 هكتارا، أي بمعدل 13,8 هكتارا في الحريق، تمركزت بالأساس في منطقة الريف (45 في المائة من العدد الإجمالي للحرائق) تليها الجهة الشرقية، علما بأن 90 في المائة من هذه الحرائق هي من فعل الإنسان.
التعليقات مغلقة.