الإنتفاضة // إبتسام بلكتبي // صحفية
في ظل التغيرات المتسارعة التي شهدها العالم خلال العقد الماضي، تَحول العمل عن بُعد من كونه استثناء نادر الحدوث إلى أحد أبرز ملامح مشهد العمل الجديد.
ومع انتشار جائحة كوفيد-19، تم إجبار ملايين الموظفين على أداء مهامهم من المنزل والتكيّف السريع مع بيئة العمل الرقمية، بدافع الحاجة إلى الاستمرار وتقليل المخاطر الصحية، ما غيّر قواعد اللعبة بالنسبة لأصحاب الأعمال والموظفين على حد سواء. ومع تراجع تأثير الجائحة، بدأ يتردد السؤال الذي يطرح نفسه: هل كان العمل عن بُعد مجرد حل مؤقت أم أنه أصبح جزءًا أصيلًا من مستقبل العمل؟
وتشير بيانات صادرة عن مؤسسة Gartner إلى أن نحو 88% من الشركات اعتمدت العمل عن بُعد جزئيًا أو كليًا خلال المرحلة الأولى من الأزمة.
لكن هذا التحول لم يكن دون تبعات، فقد أظهر تقرير لمنظمة العمل الدولية (ILO) أن 37% من الموظفين العاملين عن بُعد يعانون من شعور بالعزلة الاجتماعية، فيما عبّر 45% منهم عن قلقهم من غياب الحدود الواضحة بين الحياة الشخصية والعمل، ما انعكس سلبًا على صحتهم النفسية وزاد من مستويات الإرهاق.
اعتماد نمط العمل الهجين
في محاولة لمعالجة هذه التحديات، بدأت العديد من الشركات خاصة الكبرى منها، في تبنّي نموذج العمل الهجين، الذي يجمع بين العمل من المكتب والعمل من المنزل.
ووفقًا لتقرير McKinsey، فإن 56% من هذه الشركات باتت تعتمد هذا النمط لتحقيق التوازن بين الإنتاجية ورفاه الموظف.
إلى أين يتجه مستقبل العمل؟
تشير دراسات حديثة من برايس ووترهاوس كوبرز ( pwc) إلى أن 74% من رؤساء الشركات يخططون للإبقاء على نمط العمل عن بُعد جزئيًا في المستقبل، في حين يرى 59% من الموظفين أن مرونة العمل باتت من أبرز العوامل المؤثرة في اختيارهم للوظائف.
وفي هذا السياق، تبرز مسؤولية الحكومات في مواكبة هذا التحول، من خلال تحديث قوانين وتشريعات العمل.
التعليقات مغلقة.