الانتفاضة/ سلامة السروت
تلقت الدبلوماسية الجزائرية ضربة موجعة جديدة بعد فشلها في تأمين مقعد داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، رغم الجهود المكثفة التي بذلتها في الفترة الأخيرة لحشد الدعم. ويمثل هذا الإخفاق نكسة قوية للجزائر التي كانت تسعى إلى كسر عزلتها المتزايدة على الساحة الإفريقية واستعادة موقعها داخل الهيئة القارية.
ونتيجة لهذا الوضع، تقرر إجراء انتخابات جديدة في المستقبل القريب لشغل هذا المنصب الهام في الهيكل التنظيمي للاتحاد الأفريقي.
ويأتي هذا الفشل في وقت يشغل فيه المغرب مقعدًا داخل المجلس منذ ثلاث سنوات، حيث نجحت الدبلوماسية المغربية في تعزيز حضورها الإفريقي، وترسيخ علاقاتها مع مختلف دول القارة، بناءً على مقاربة تقوم على التعاون الاقتصادي، والتنمية المشتركة، واحترام سيادة الدول. في المقابل، وجدت الجزائر نفسها في عزلة متزايدة بسبب نهجها الدبلوماسي القائم على التدخل في الشؤون الداخلية للدول الإفريقية ودعم الحركات الانفصالية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه النتيجة تعتبر هزيمة مؤلمة للجزائر، خاصة وأنها بذلت جهوداً كبيرة وحشدت إمكانياتها بقوة في سبيل الوصول إلى هذا المنصب المرموق. ويبقى السؤال مطروحاً حول تداعيات هذا الإخفاق على مكانة الجزائر ودورها في السياسة الأفريقية مستقبلاً.
التعليقات مغلقة.