الانتفاضة // محمد المتوكل
حديثنا اليوم عن العاصمة الاسماعيلية وتحديدا عن وسط المدينة والمسمى ب “حمرية”، والتي من المفروض أنها تكون المرآة الحقيقية ووجه المدينة بحمولتها التاريخية وهندستها المعمارية ومرافق الإستقطاب التجاري والإقتصادي كمقرات الشركات ومكاتب المحاماة وعيادات الأطباء والمرافق الترفيهية إسوة بباقي المدن الأخرى.
اليوم كيف هو حال شوارع وأزقة حمرية : زليج تا يعقل على زمن الطيب بن الشيخ لم يتم استبداله ببعض المناطق منذ الثمانينات.
حفر و مزابل ورائحة البول خصوصا في الأزقة الضيقة.
انتشار الفراشة والباعة على طول شارع الحسن الثاني.
ازدحام السيارات وانعدام الپاركينغات حيث ممكن تجد من يعطيك كلوة ولن تجد أين تركن سيارتك.
انعدام تام للمساحات الخضراء وحتى إن وجدت فلن تجد من الخضورة غير الأطلال.
أما جنبات القصر البلدي ومقر السادة المستشارين ينصح بعدم الإقتراب والمرور بجانبها حتى لا تزكم أنفك رائحة البول و (التقية). ومنظر الجدران المتسخة بخربشات (تخسار الهضر.
بنايات وعمارات جدرانها متسخة ومقززة رغم أنها تضم عيادات ومكاتب ومقرات شركات يكفي مدخول يوم واحد لواحد منهم لإعادة صباغة العمارة بكاملها.
متسولون في كل مكان وساحة الهديم لم يتم إنهاء الأشغال فيها.
الإزدحام في كل مكان في الأسواق في وسائل النقل في المدارس و في المستشفيات.
النقل العمومي كارثة الكوارث.
التطبيب يعلن حالة الوفاة.
أما التعليم (شلل عليه يديك).
ناهيك عن الظلام الدامس في بعض الأحياء، وانقطاع الماء الصالح للشرب عن بعض الأحياء.
بينما الأزال تؤثث المشهد بشكل يومي.
مكناس والتي كانت تسمى ب (فرساي) ذات زمن أصبحت الآن تسمى (فين غادي)؟؟؟.
المسؤولون عنها أصموا أذانهم واستغشوا ثيابهم و (ضربوها بنعسة).
أما إذا ظهر أحد المغيورين وأراد الإصلاح ونبه على مكامن الخللفي المدينة يسلطوا عليه الصحافة الصفراء والجراد الإلكتروني.
مكناس (النوارة) والهديم وحمرية وباب البرادعيين و حبس قارة و الزيتون و سباتة و الروامزين و البرج المشقوق و برج مولاي عمر و قبة السوق و باب الخميس و سيدي باب و وجه عروس و الرهونية و بني محمد و الرياض و مرجان و سيدي بوزكري و وزين السيما و تولال و أشجار الزيتون و زيت الزيتون و الخليع و الحضارة و الثقافة و الفن المعماري و الملحون و الزوايا و أهل الفضل و العلماء و حفظة القرآن الكريم و (الصنايعية و الحرايفية) وغر ذلك مما كان ولا زال وإن بشيء من النقصان يؤثثت المدينة التي كانت يوما عاصمة للمغرب.
أما باب منصور والحبول وصهريج الصواني والسور الاسماعيلي فهي لوحدها تتحدث عن تاريخها التليد والمجيد.
مكناس تحتضر فماذا ننتظر؟؟؟
التعليقات مغلقة.