الانتفاضة
يتطلع الفرنسيون إلى إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون عن تعيين رئيس حكومة جديد ، و ذلك بعد أسبوع من تصويت البرلمان على سحب الثقة من الحكومة ميشيل بارنيي ، و منذ ذلك الحين دخل ماكرون في مشاورات موسعة مع مختلف القوى السياسية بهدف إختيار شخصية قادرة على تحقيق توازن سياسي ، و تفادي أزمات جديدة قد تلاحق الحكومة المقبلة ، في وقت تمر فيه فرنسا بتحديات داخلية و خارجية .
وتشير مصادر قريبة من قصر الإليزيه إلى وجود عدد من الأسماء المرشحة للمنصب، أبرزها فرانسوا بايرو، رئيس حزب الإتحاد من أجل الديمقراطية، الذي يعد من أبرز حلفاء ماكرون منذ عام 2017 عندما شغل منصب وزير العدل، وسيباستيان لوكورنو، وزير الدفاع الحالي، الذي يعد قريبا من الرئيس ويمتلك خبرة سياسية تؤهله لتولي المنصب في هذه المرحلة الدقيقة.
خلال الأيام الأخيرة، عقد ماكرون إجتماعات يومية مع ممثلي الأحزاب السياسية في قصر الإليزيه، مع استبعاد الأحزاب ذات التوجهات المتطرفة من هذه المشاورات، برغم من تحقيق كل من (التجمع الوطني) اليميني و(فرنسا الأبية) اليساري مكاسب ملحوظة في الإنتخابات التشريعية الأخيرة.
و من جانبها طالبت أحزاب يسارية من (الجبهة الشعبية الجديدة) بتعيين رئيس حكومة من اليسار، معتبرة ذلك احتراما لنتائج الانتخابات التشريعية، إلا أن هذه الدعوة قوبلت بالرفض من قبل الأحزاب الداعمة لماكرون والأحزاب اليمينية التي هددت بإسقاط أي حكومة يقودها ممثل عن تحالف اليسار.
إن رئيس الحكومة المقبل سيواجه مهمة صعبة تتمثل في إدارة الأزمات السياسية وإعداد برنامج حكومي يحظى بقبول واسع من مختلف الأطياف السياسية. كما سيكون على الحكومة المقبلة تقديم تنازلات لضمان تمرير الميزانية والقوانين الضرورية لتسيير شؤون الدولة.
التحدي الأبرز الذي يواجهه ماكرون هو إختيار رئيس حكومة قادر على قيادة البلاد نحو الإستقرار وتفادي الأزمات المستقبلية في ظل الإنقسامات السياسية العميقة التي تشهدها الساحة الفرنسية.
التعليقات مغلقة.