الانتفاضة
عن اي سينما يتحدثون.. وأية افلام يُرَوِّجون.. ، وكم من المال العام يَجْنونَ أو يهْدرون .. وما القيمة المضافة لمهرجان الفيلم الدولي بمراكش وباقي المهرجانات التي شاخت قبل بلوغ سن العشرين، ولم تعد مفاتنها تثير اهتمام المتتبعين ، و لا تَأْسَرُ قلوب عاشقي الفن السابع… كثير من الممثلات والممثلين ممن كانت كل واحدة، أو كل واحد يعتبر مدرسة رائدة في فن التمثيل والإخراج قضوا نحبهم، ومنهم من اعتزل وشق طريقا أخرى غير السينما ، وكم من نقاد كانوا يحرصون على الحضور ، ويتحمسون لمناقشة الأفلام ، وتنشيط الدورة ففضلوا الانسحاب في صمت، ومنهم من جهر بموقفه ، وعبٌَر عن أسفه لِاٌغتيال ذلك الحلم الجميل ، وتلك الذكرى الرائعة ، وذلك الحضور الوازن للفنانين والمخرجين والنقاد والشخصيات النافذة، والمهتمين الذين كانوا يحرصون على تتبع فعاليات مهرجان مراكش، ويشيدون بمستواه العالمي ..
كان المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ايضاً مناسبة لإشراك ساكنة مراكش من خلال مجموعة من العروض بقاعات السينما ، وتهافت التلاميذ وطلبة المعاهد ، على تلك القاعات للاستمتاع بأفلام في غاية الروعة تم اختيارها من طرف لجنة تحترم المغاربة وتراعي القيم الأخلاقية … عكس ما أصبح عليه مهرجان الدولي للفيلم بمراكش اليوم، فهو لم يعد يشرف مدينة مراكش لا على مستوى التنظيمي ، ولا على مستوى الأفلام المختارة ، ويكفي الاحتجاج الكبير الذي شهدته قاعة السفراء بقصر المؤتمرات بمراكش خلال عرض فيلم أميريكي يضم مشاهد إباحية، ويدعم المثلية الجنسية، مما أَجْبَرَ أغلب الحضور على إخلاء القاعة تحت وقع أصوات الصفير والاحتجاج.. ارتباطا بذلك كتب الزميل الصحفي نبيل الخافقي تدوينة عبَّر فيها بدوره عن غضبه من المهرجان قائلاً: ” اكتشفت أنني لم أعد أصلح للمهرجان ولا المهرجان يصلح لي…
تغيٌَر وتبدَّل كل شيء منذ وفاة نورالدين الصايل، تقَزٌَم المهرجان وأضحى حدثا سنويا فقط بدون توهٌُج، فحتى المشرفون على التواصل مع الإعلام قزَّموا كل شيء، المرور على البساط الأحمر بدوره تقزٌَم، والنجوم غابوا ، خاصة المغاربة منهم، وبين هذا وداك حتى الزملاء المتخصصون في الفن الذين كانوا يملؤون المهرجان نِقاشًا وجِدالا وحيوية منهم من قاطع ومنهم من نسي شيئا إسمه المهرجان … هذه العوامل وعوامل أخرى ، انعكست بشكل سلبي على على قاعات السينما، إذ أصبحت اليوم فضاءات يُعشِّش فيها العنكبوت وتَنْعَق فيها الغربان ، حتى اصبح الجيل الجديد لا يعرف عنها شيئا ، بل منهم من لم تطرق مسامعه حتى أسماؤها وأماكن تواجدها، نذكر على سبيل المثال عددا من قاعات السينما بمراكش التي انتهى عهدها ، وانقطعت أخبارها ، وصارت في عالم ذكريات الأجيال السابقة ،كسينما الزهرة ، و إيدن القنارية ، وسينما الأطلس ، واللوكس ، والريجون، والمسيرة ، والريف ،….
التعليقات مغلقة.