ماذا يجري في مكناس الجريحة؟

0

الانتفاضة // عمار الوافي

في مشهد عبثي أشبه بمسرحية هزلية، نظم ما سُمي بـ”ندوة صحفية”، لكن الحقيقة أنها لم تكن سوى عرض كوميدي فاشل يفضح عمق أزمة السياسة في المدينة.

بدا الحضور وكأنهم يشاهدون مشهدا من مسرح العبث، حيث لا منطق ولا مضمون، فقط وجوه مألوفة تتبادل الكلمات الجوفاء.

على رأس الطاولة جلس الرئيس.

على يمينه، استقر من كان يُفترض أن يكون الرئيس الشرعي لولا خيانة حزبه، والذي رد الجميل بتخليه عنهم في لحظة انتقامية خالية من المبادئ.

أما على يساره، كان يجلس “رحالة الأحزاب”، الرجل الذي لم يترك حزبا إلا وزاره، وربما نجده في الانتخابات القادمة يصلي في صفوف الإخوان أو يغازل حزبا آخر، المهم أن يبقى على قيد اللعبة.

الرئيس، في لحظة استعراضية، حاول تزيين فريقه بشهاداتهم وكفاءاتهم المعرفية، وكأن الشهادة هي الحل السحري لأزمة مدينة تحتضر.

لكنه نسي – أو تجاهل – أن الشواهد لا تصنع تدبيرا، ولا تضمن نزاهة، ولا تحل مشاكل مدينة عريقة.

لكن اللحظة الأكثر صدمة كانت عندما أدرك الجميع أن السياسة قد ماتت.لا أحزاب حقيقية، لا برامج، لا مواقف، فقط “كائنات انتخابية” مُدربة على التحالفات المؤقتة، تتحكم في مصير مدينة عظيمة كأنها ملعب هواة.

وكما غنت داليدا.. Paroles Paroles.

مجرد كلمات تائهة بلا هدف.

المدينة، التي كانت يوما مركز دولة عظيمة، أصبحت أسيرة “سيرك سياسي” حيث كل شيء مباح.

الندوة، بكل ما فيها، لم تكن سوى إعلان رسمي لموت السياسة وتحولها إلى مهزلة مفتوحة للجميع.

– يتبع –

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.