الانتفاضة // شاكر ولد الحومة
كان الناس على اهبة انتظار الحافلة التي تقلهم لوجهاتهم والتي تنطلق من العزوزية وتنتهي بعرصة البيلك امام ساحة جامع الفنا.
علما ان كل خافلات العزوزية وخاصة الرقم 15 تاتي متاخرة او انها في حالة ميكانيكية تدعو الى الشفقة لبلد يستعد لتنظيم كاس افريقيا سنة 2025 وكاس العالم سنة 2030.
هذه الحافلات التي تاتي متاخرة في العادة واذا وصلت الى دوار العزوزية تجلس لساعات طوال تحت الاشجار او ان السائق يذهب الى المقهى المجاور ويترك المواطنين (يتشمشون)، كما حدث اليوم ااثلاثاء 26 نونبر الجاري حيث جاءت الحافلة متاخرة بنصف ساعة وبدا السائق في تكديس المواطنين تكديسا اشبه بحظيرة الحيوانات مع استعمال الفاظ نابية وسلوكات رعناء وتصرفات تعود الى العصور البدائية والجاهلية.
القصة باختصار كانت حينما بدات الحافلة في التحرك حيث يلاحظ ان الابواب الامامية معطلة بينما الابواب الخلفية لا تشتغل واما الركاب فيكفيهم اعطاء السائق ثمن التذكرة من فتحة صغيرة عبر الباب الامامي، في مشهد مقزز، ولا يحترم الحقوق الادمية. فضلا على احد الركاب كان يريد النزول في احدى المحطات وبدا بطرق الباب الخلفي لعله يثير انتباه السائق من اجل التوقف لكن كان السائق لا يعيره اهتماما، فتدخل احد الركاب لتنبيه السائق بالامر فما كان من السائق الا ان رد على المواطن بغلظة وصلافة وعنجهية ومكر مستعينا باسلوب عفن وتصرف اهوج قائلا: (ونت شغلك.. ونت سوقك.. دخل سوق راسك.. مالك على الفضول؟ وبدا بالصراخ ورفع الايادي وتوجيه كلمات نابية و غير لائقة مما اثار استياء الركاب جميعا وخلق جلبة وفوضى وسط الحافلة المتهالكة، والتي عجزت بنت الباشا وبنت الصالحين ان تضمن للمواطن المراكشي حافلة تليق بهم وتحترم ادميتهم، في الوقت الذي تشتغل بالليل والنهار من اجل مصالحها الشخصية.
وما يحز في القلب كذلك ان هذا السائق الارعن لا يحترم قانون السير و لا يحترم مواقيت الانطلاقة ولا الوصول ولا يحترم الركاب ويتعامل بعنجهية ولا مبالاة مع المواطنين، وقد يتوقف للركاب وقد لا يتوقف لهم، فضلا عن الازدحام الذي يشعر به المواطن المراكش وخاصة في ساعات الذروة، ويظل طوال الطريق وهو يرغد هنا ويزبد هناك ويرفع صوته على هذا ويتصرف بغير قليل من الحياء والاحترام مع الاخر في مشاهد يومية تتكرر على الطريق الرابطة بين جامع الفنا ودوار العزوزية. ويكون ابطالها سائقون متهورون.
لذا يتوجه المواطنون المراكشيون وخاصة قاطنوا دوار العزوزية والحي الصناعي الى والي الامن ووالي الجهة وعامل المدينة من اجل ردع ذلك السائق (الفرعوني)، وتوقيفه عند حده والعمل على اعادة تربيته لانه تنقصه التربية وتنقصه الاخلاق ويتعامل بسوء ادب مع المواطنين، مما يشكل خطرا على المواطنين جميعا.
بقي ان نشير الى ان مشاكل النقل العمومي الهيكلية والبنيوية المتداعية يزيدها بشاعة صلافة مثل هؤلاء السائقين المتهورين والمتحاملين وغير المهنيين والذي يعرضون يوميا حياة الناس لللخطر، اضافة الى سوء معاملتهم للركاب وبذاءة السنتهم ومستواهم الاخلاقي المتردي.
فانقذ يا والي الجهة هذا الخط المشؤوم قبل ان تقع الكارثة ويحصل ما يحمد عقباه.
يتبع…
التعليقات مغلقة.