اولاد الفشوش والاعتداء على محامية فرنسية

بقلم: محمد السعيد مازغ

الانتفاضة

 فضائح أولاد الفشوش لا تنتهي ، وعجرفتهم تجاوزت كل الخطوط، َ تهور لا حدود له، وتفاصيل وقائع تصلح لإنتاج أفلام الرعب السينمائية..                                                    صفحة جديدة لا تخلو من إثارة كباقي الصفحات السابقة، تسافر بنا إلى عالم أبناء الفشوش الذين سال لعابهم بمجيء صديق لهم برفقة صديقة له من جنسية فرنسية، إلى الفيلا المخصصة للنشاط والعربدة ولكل أنواع المخدرات، بل لم تخل حتى من بعض المسدسات التي يجري التحقيق من طرف الشرطة القضائية حول صلاحيتها وسر وجودها بالفيلا….

الفضيحة انفجرت بعد أن تقدمت الضحية وهي بالمناسبة محامية فرنسية وصديقها بشكاية لذى الشرطة القضائية بالدار البيضاء تفيد انها تعرضت لاغتصاب جماعي بعد مشاداة كلامية انتهت باحتجاز صديقها ، والاستفراد بها دون رحمة ولا شفقة.                                                                              المشتبه بهم اليوم تحت الحراسة النظرية ، اربعة أشخاص يخضعون للتحقيق، معظمهم أبناء رجال الاعمال ، منهم من والده يترأس هرم شؤون المقاولين والمقاولات، ومنهم من فاقت تروته المليارات ، وتمركزت مشاريعه في كثير من بقاع العالم …، نجاح باهر ،. مقابل فشل ذريع في التربية وبناء الإنسان السوي، الذي تفتخر به الأسرة ، ويشق طريق تسيير المشاريع بنجاح ، وتقديم الخدمات الجليلة لفائدته وفائدة وطنه ، بدلا من أن يقضي جل وقته في شرب الدخان ، ومعاقرة الخمور ، وفي العربدة والاستقواء على الضعفاء.رغم بشاعة الفعل، العملية في حد ذاتها ليست مفاجأة لأغلب المتتبعين، فأبناء الاعيان من ورثة السلطة والمال حسب أحد نشطاء قنوات التواصل الاجتماعي باتوا يتصرفون بلا “فرانات”، لانهم يعتبرون انفسهم محميين بالارث السلطوي والمال والعلاقات مع اصحاب “باباواتهم” وان القانون موضوع في مخيلاتهم ل”الشماكرية”. و”بوزبال” و “البخوش”، وهذه اوصافهم لنا نحن الذين ننتمي إلى قاع الخابية ” ، ولا يستفيقون من غفوتهم الا بعدما تطرق مسامعهم أحكام بسنوات سجن طويلة أو بالإعدام ، فيستيقنون آنذاك أنهم ليسوا في منأى عن المساءلة هم وعائلاتهم كما يدعون، وأن المال والسلطة لا يجديان لصاحبهما نفعًا في بعض الأحيان . علما ان الاعتداء على النساء ، والاغتصاب الجماعي والضرب والجرح اصبحت عند أولاد الفشوش عادة يمكن ان تتكرر بين الفينة والأخرى ويتم السيطرة عليها والخروج منها كالشعرة من العجين ، فمثل هذه الفضاءات الشبيهة بالملاهي الليلية والعلب السوداء تشهد الكثير من المغامرات والظلم ، ولكن أغلب الضحايا يتخوفن من الفضيحة ، ومن جبروت المعتدي ، فيعمدون إلى الانسحاب في صمت … هؤلاء الضحايا لسن من جنسيات أجنبية ، ولا من” علية القوم” لذا لا يسمع لهن أنينا ، ولا يصل صداه الى القضاء ، أو ربما توقف الحكاية في نصف الطريق بفعل سلطة المال أو النفوذ.                                                                                                            أبناء الفشوش كالنبتة الضارة التي ترعرعت بأسمدة فاسدة ، وتربة متخنة بالمبيدات السامة التي يسيطر مفعولها على الجسد ، فتضعف فيه ملكة السلوك وتتحول مع تراكم الأيام من مادة غضة طرية، إلى عجينة مخمرة، رائحتها تزكم الأنوف ، وعواقبها تفضي إلى نهاية مشؤومة، وشوهة غير محتملة لا تنحصر في المعتدي بل تتجاوز ذلك إلى عائلته ومحيطه القريب ، فتجعل الاباء يتمنون لو انشقت الأرض ويدسوا وجوههم في التراب بدلا من سماع حكم بالإدانة..                                                                                                                                           أولاد الفشوش أغلبهم مرضى نفسيون ، عبيد المخدرات القوية ، يحسبون أنفسهم فوق القانون ، وخارج دائرة الأعراف والقيم الأخلاقية والإنسانية ، فينغمسون في عالم المخدرات واللهو وكل المعاصي والمهلكات، ولا تردعهم سوى الجرائم التي لا يضرب لها حساب ، وتخرج عن السيطرة، ولا تنفع معها وسائط ولا تدخلات ، خاصة إذا أصبحت مسألة رأي عام وطني أو دولي، ودعم مباشر من السفارة الفرنسية.

محمد السعيد مازغ 

التعليقات مغلقة.