الانتفاضة // المصطفى بعدو
السعادة، تلك اللّوحة التي يرسمها كل واحد منا بألوان تجاربه و أحلامه، هل هي كنزٌ مدفونٌ نبحث عنه يائسين، أم هي زهرةٌ تتفتح في قلوبنا عندما نُحسن ونشعر بقربها منا؟.
هي ليست مجرد شعور عابر، بل هي حالةٌ من الرضا والسلام الداخلي نسعى جميعًا لتحقيقه، وهي ظل يرافقنا في كل خطوة، نبحث عنها في أعماق أنفسنا وفي عيون من نحب، هل هي كنزٌ مخفيٌ يطمح كل واحد منا العثور عليه، أم هي حالةٌ عابرةٌ تزورنا بين الحين والآخر؟ ربما تكون السعادة هي ذلك الشعور الدافئ الذي يغمرنا عندما ننجز مهمة صعبة، أوعندما نكون بين أحضان من نحب، أوعندما نضحك مع الأصدقاء، أو عندما نشعر بالامتنان لما نملك،
فكل واحد له منظوره الخاص الدي يرى به السعادة وتجلياتها له ، فمنهم من يراها في العمل او النجاح المهني وبناء العلاقات العملية ويعيش هكدا في دوامة أبدية حتى اخر عمره، هناك صنف اخر تتجلى له السعادة في الجاه والسلطة وجمع وتكديس المال ويرى في دلك الحياة السعيدة ، وهناك من يرى في النساء الجميلات والجلوس معهن واليهن وتراه يبدل فيهن كما يبدل ملابسه وينسى أنه كما تدين تدان..
وهناك انواع كثيرة من الأشياء المادية التي لا تخلق سوى سعادة محددة بزمن معلوم بمنظور المادية الصرفة، ولكن كل دلك لن يبني السعادة الحقيقية التي تكون في ابهى تجلياتها مع الوالدين (الأم والاب) حيث الجلوس اليهما والاستماع إلى قصص طفولتهما وحكمتهما، والعمل على إسعادهما بكل الوسائل، لأن وجودهما من وجودك وهما سبب وجودك، لأنك انت حبيبهما فلدة كبدهما ونور عيونهما وانت محور الكون والحياة بالنسبة اليهما ، فادا طلبوا منك الجلوس والركون اليهما، فقط لانهما يشتاقان اليك ، فلا تنساق الى الدنيا كما نفعل دائما سمحنا الله ، ونظل نحارب الطواحين الهوائية بكل اشكالها وتموقعاتها وتشكلاتها، لأن السيارة تحتاج للوقود لكي تقودك الى وجهتك، ولكن الجسد مادة وروحا يحتاج للتزود ببركاتهما ورضاهما الدي هو من رضى الله، فما خاب قط من عمل على راحتهما واخد منهما زادا ابديا يقيه بأس الدنيا وصعوباتها ومشاكلها، هده اللحظات الثمينة هي بمثابة شحنة إيجابية تغذي أرواحنا وتجعلنا نشعر بالامتلاء والرضا، فبر الوالدين هو استثمار رباني يزرع في نفوسنا بذور الرضا والطمأنينة، ويقوي أواصر العائلة، وهو ليس فقط مجرد واجب ديني أو أخلاقي ، بل هو مصدر للسعادة الحقيقية التي تدوم وتعمر طويلاً وحتى بعد مماتهم لاتنتهي مسؤوليتنا تجاههما فعمل العبد ينقطع الا من ثلاث ” صدقة جارية او علم ينتفع به وولد صالح يدعو له” لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فالسعادة الحقيقية تكمن هنا، في القلب لحديث رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام:( ألا وان في الجسد مضغة ادا صلحت صلح الجسد كله، وادا فسد فسد الجسد كله)، لدلك، هي ليست هدفًا ثابتًا بل رحلة مستمرة، إنها تتطلب منا أن نكون واعين لأنفسنا ولما حولنا، وأن نقدر النعم الصغيرة والكبيرة التي حبانا الله بها، وأن نسعى لتحقيق التوازن بين احتياجاتنا ورغباتنا، فالسعادة الحقيقية تكمن في الداخل، وهي متاحة للجميع، فلتكن ادن حياتنا رحلة مليئة بالفرح والرضا، ونحن نزرع بذور السعادة في قلوبنا وفي قلوب من نحب.
التعليقات مغلقة.