الانتفاضة // المصطفى بعدو
تلقى مايك تايسن، أسطورة الملاكمة بلا منازع، انتقادات لاذعة بعد خسارته الأخيرة،وكأن رجلاً قضى حياته في بناء أسطورة مثلها لايخسر، البعض ذهب إلى حد القول بأن “الأسطورة مات”، متجاهلاً كل ما حققه هذا البطل على حلبة الملاكمة وخارجه، وأدلى كل واحد بدلوه في هذا الأمر وكأنهم خبراء لا يشق لهم غبار في التحليل الرياضي والملاكمة تحديدا، وحكموا على مسيرة حافلة بالإنجازات القوية ، وإرثاً لا يُمحى وذكريات عالقة في العقل والتفكير وأصبحت حديث المجتمع الدولي بكل أطيافه وتكويناته وتلويناته، تايسن أظهر ويظهرلنا دائما معنى الإرادة والعزيمة رغم العقبات ورغم المشاكل والصعوبات، ولكن همته وهامته بقيت مرفوعة طول فترة اعتلائه عرش الملاكمة في العالم، ففي سنٍ يتقاعد فيها معظم الرياضيين، صعد الحلبة وناضل بكل قوة، لا لشيء سوى ان يثبت للعالم ان السن مجرد رقم زمني وليس له علاقة بالروح وقوة الإرادة ومعنى ان يبقى الانسان متميزا فريدا في عمله او مهنته حتى الرمق الأخير، لدلك ، تايسن ليس مجرد ملاكم، بل رمز للصمود والإصرار، وجسد حي يجسد لفلسفة نيتشه حول إرادة القوة، فمن نكون ادن حتى نصدر الحكم على مسيرة حافلة بالإنجازات بناءً على نزال واحد؟
ولدلك ايظا ، على كل امن يريد ان يصدر مثل هدا الحكم، أن يقدم سؤالا لاثاني له، كيف لرجل من هذه الطينة ان يخسر مجده على يد يوتوبرز اتى من فراغ لاأصل ولافصل ولاتاريخ له في عالم الملاكمة؟
وجوابا على دلك، دعونا نتساءل بداية هل خسر فعلا مايك تايسن المباراة ام ان هناك وراء الأكمة ماورائها؟ وكيف لرجل قارب الستين ان يقف صامدا جلدا صنديدا
رجل من طينة فارس لايشق له غبار، أمام مجموعة من الطواحين الهوائية التي تتجلى من الانعدامية واللافكار اليائسة التي تفترس من هم في مثل عمره او حتى أقل منهم بكثير، فرق كبير وشاسع بين من يريد اشعال شمعة أمل يستضيء بها الأخرين ومن يريد اشعال الفتن والغوغائية وترك الجميع في ظلام دامس أبدي “على قاعدة انا ومن بعدي الطوفان”، ولدلك حين كان يقاتل كان هو نفس البطل الدي عرفناه وألفناه في هجوماته ودفاعاته ومراغاوته، نفس النفس والاستراتيجية القتالية التي توحي ان الزمن لم يأخد من الرجل “حقا ولاباطلا”، لقد أكمل 8 جولات دون عياء ودون ارتباك ونفس النظرة القوية التي يرسلها لخصمه وكأنها البرق العاصف، فعن أية خسارة نتحدث ادن؟ ادا لم يكن هدا فوزا على كل شيء فمادا نسميه؟
التعليقات مغلقة.