حين يفضي أداء الواجب المهني والتَّقَيُّدِ بالقانون إلى المساءلة أو الموت

الانتفاضة/  محمد السعيد مازغ 

تَعُجُّ وسائل التواصل الاجتماعي بالأخبار الزائفة التي لا تستند إلى دليل مادي او قرينة يُسْتَدل بها لِبُلوغ الحقيقة ، أخبار تسيء إلى المؤسسات التعليمية ، ولرجال السلطة والأمن ، ولم تنج الجماعات المحلية وغيرها من هذه الهجومات التي تفتقد إلى المصداقية ، وتعمل بشكل كبير على زرع الفتنة داخل المجتمع والإضرار بمؤسساته ، قد يغلب على الظن ان المواطن هو من يتعرض إلى الظلم والشطط في استعمال السلطة ، فالمسؤول بدوره يتعرض للظلم من الإدارة ومن رؤساء متجبرين ، ومن المواطن ذاته… وفي جميع الأحوال فالظلم ظلمات يوم القيامة ، وقد حرمه الله على نفسه وجعله محرما بين الناس…. ومن تَمَّ فكم من بريء زُجَّ به في السجن ظلما وعدواناْ، وَكَمْ من قضية خضعت للتحريف، والتزوير فَأُحيط بها شهود الزورِ ومُنْعَدِمي الضمير، والقلوب السوداء المملوءة بالحقد والحسد، والنفس الأمارة بالسوء…وفي المقابل، فكم من هَفواتٍ إدارية  تقع دون قصد فيكون ثمن السَّقطة باهضا على الموظف البسيط ، وكم من مؤامرة أوْقَعَت في فخاخها كل من صادفته في طريقها وجَرَفَتْه نحو دوامة من المشاكل التي لا حصر لها ، وكم من اعتداء لفظي ، وتشهير بالمواطن من أجل تحقيق ” البوز “، وجلب أكبر عدد من المتتبعين، دون ان يطال العقاب الفاعل ويَحُدَّ مِن سَطْوَتِهِ. وكَمْ مِن رجلِ سلطة أو مسؤول أمني تعرض للتعسف والاعتداء ، لا لشيء الا لأنه أراد أن يطبق القانون ، وينأى بنفسه عن السمسرة وتسلم الرشوة ، أو الامتثال لاوامر شفوية خارج التعليمات من مسؤول اكبر منه رتبة أو صاحب نفوذ . ومن الأمثلة الشائعة إقدام مفتش شرطة ممتاز  على إطلاق أربع رصاصات من سلاحة الوظيفي استقرت إحداها في فخد قائد فرقة القوات المساعدة، وأصيب عون السلطة المرافق للجنة برصاصتين على مستوى المؤخرة، ومن حسن حظ قائد الملحقة الإدارية الإنارة بمراكش ان الرصاصة الرابعة أخطأته .. وجوهر المشكل أن الضحايا قرروا تطبيق القانون دون تمييز بين المواطنين ، وذلك في إطار لجنة مختلطة مكلفة بمراقبة مخالفات للتعمير، فكان ثمن ذلك محاولة قتل وإزهاق الأرواح واستعمال السلاح الوظيفي في غير محله

 من الأمثلة ايضا التي علقت بدهني لازيد من عقدين من الزمن ، اتهام مدير مؤسسة تعليمية بهتك عرض تلاميذ في سن الزهر ، وكُتِبَت مقالات عديدة تتهم الرجل وتطالب بتشديد العقوبات ، ولم يجد الرجل المسكين ما يدافع به عن نفسه امام سيل الوقفات الاحتجاجية للامهات و الآباء ، والادعاءات المغرضة ، والأخبار المشينة التي شاعت في المدينة وبلغ صداها خارج المغرب وبالأخص أمريكا حيث تقطن ابنته وصهره واحفاده ، في نهاية التحقيق ، قضى القاضي ببراءة الرجل ، وتأكد انها كانت مجرد وشاية كاذبة ، وتوظيفٍ لبعض الاباء من مؤسسة تعليمية منافسة….. رغم الحصول على البراءة ، فحياة الرجل انقلبت رأسا على عقب ، ولم يُعمِّر طويلاً ، فقد كان للحدث مفعوله الذي عجل بموته رحمه الله..

مثال آخر  يخص قسم التعمير بجماعة حربيل تامنصورت الذي سبق أن تعرض لعدة هجومات لادغة واتهامات مغرضة الغاية منها التخويف وترهيب بعض الموظفين الذين يدققون في الملفات قبل التأشير عليها، ورغم الحرص على السير العادي للعمل ، ونظافة اليد ، فالمسؤولية جسيمة ، تحفها المخاطر من كل حدب وصوب .

وللحقيقة، وبعد التتبع للمجريات في إطار تحقيق صحفي ، والاطلاع على بعض الملفات والاجراءات التي اتخذت في شأنها ، وأيضا من خلال استجواب عدد من المواطنين ، تأكد أن الفريق المشتغل رغم قلة عدده ، والخصاص في الأجهزة، وظروف الاشتغال غير الصحية ، يتعامل مع المواطنين بأسلوب لائق ، وخدمات قدر المستطاع، دون تمييز بين هذا وداك ، ولا مماطلة أوتسويف أو ابتزاز ..

يقول أحد المقاولين: في الحقيقة ان العاملين بقسم التعمير بجماعة حربيل تامنصورت يستحقون التشجيع والاحترام ، فالمهمة الموكولة لهم محفوفة بالمخاطر ، والتحديات كثيرة بحكم ارتباط الملفات بعدد من الاقسام سواء بجماعة حربيل ،او الولاية أو الوكالة الحضرية..ومن بين الاكراهات الحاجة إلى الوقت من أجل التأشير على الملف بالقبول او الرفض، الشيء الذي يثير امتعاض البعض ، ويفرغ غضبه على” الحائط القصير  بدلا من أن يقصد الجهات النافذة والمسؤولة .. “, وكأن قسم التعمير أعطيت له الصلاحية لاتخاذ القرار وحده دون باقي الشركاء. وأنه يتصرف وفق أهوائه، وخارج اختصاصاته .

ويقول مواطن آخر: تقدمت بطلب الحصول على رخصة للبناء ، وبعد الاستجابة للتوجيهات التي تلقيتها من أحد الموظفين ، واكمال الملف بالوثائق المطلوبة ، قام الموظف بتهييء الملف وأرساله إلى المسؤول عن التوقيع على الرخص ، وبعد أيام قليلة ، اخبرت من طرف المهندس ان الرخصة جاهزة ، وأضاف ان هؤلاء الموظفين العاملين بمصلحة التعمير سواء داخل جماعة حربيل تامنصورت، أو القسم المجاور لمركز الدرك الملكي بتامنصورت من أََخْْيَرِِ وأَطْيَب العاملين أخلاقا ومهنية ومروءة ، ويجسدون فعليا شعار تقريب الإدارة من المواطنين.

 شهادات استقينا اغلبها من المواطنين الذين صادفناهم بمحيط قسم التعمير ، ولم يشر واحد من المُستَجوَبين بأصبع الاتهام لشخص ما ، أو عبّر عن تدمُّره واستيائه من سلوك أهوج ، أو تصرف أخرق ،.                                       هؤلاء ما هم برؤساء مصالح ، ولاهم من طبقة الأثرياء، هم مجرد موظفين بسطاء ، فرضت عليهم الظروف الصعبة العمل في قسم بمثابة قنبلة موقوثة ،في الوقت الذي تجد فيه مكاتب تنعم بالراحة والمدخول الوفير، ولا يشار لها بالأصبع أو يتحدث عنها الاعلام بكل اصنافه.

التعليقات مغلقة.