البداوي إدريسي
أكتب عن معاناة و أحزان و ألام و أفراح الآخرين و لكن ستجدونني موجودا حتما في ما بينها.
متى أكتب؟! و لمن أكتب؟! أكتب لأبوح بمشاعري و لأفرغ من روحي ثقل الكلمات، و لكن لن ننسى و نطوي تلك الصفحة لا تعني أحدا سواي، لذلك تجدون في عنوان سطوري ما يشبهكم، لأنني أكتب عن معاناة و أحزان و
و ألام الآخرين حيث قد سمعت بقصصهم و آلامهم و أحزانهم و أفراحهم التي لا تشبهني تماما و لكنكم ستجدونني موجودا حتما في ما بينها. أكتب عندما تلح علي الفكرة بشدة من داخل القلب و العقل و تكاد تنفجر، و فكرة الكتابة مزعجة تأتي في غالب الأحيان بأوقات محرجة، كأن تأتيني عند وقت النوم بساعة السحر أو عندما أكون في مكان هادئ أو حينما أقرأ كتاب من الكتب، و يتم اختياري لكتاب فيكتور هيكو المعنون بعنوان “البؤساء”، أو من خلال الإستماع إلى قصص معاناة بعض الناس في الحياة، أو عندما يكون هناك حوارا مثيرا مع إنسانا مثقفا. و عن نفسي أستطيع أن أقول إنني تجاوزت العديد من هذه التقلبات بفضل الكتابة، لقد أنقذتني ذات يوم من الموت حزنا، لقد كنت أعاني قسوة الإنسان غير المبررة، و تكالب الظروف على قلبي دون رحمة. كدت أن أغرق حزنا لو لم أجد في الكتابة بعض الأوكسجين،فالكتابة الأكثر أمانا و دفئا على هذه الأرض بعد صدري أمي. و لقد نجوت بالكتابة. الكتابة كانت طوق نجاتي. و فكرة الكتابة عنيدة إذا أهملتها و لم أدونها كمسودة فهي تهرب و تتفلت كما تتفلت الإبل إذا لم تقيد بالقلم و التدوين و بعدها أشعر بالحاجة إلى الكتابة و إذا قيدتها أعدل عليها كثيرا حتى يوافق عليها الناقد الذي بداخلي كي أرتاح و أستمتع و من هنا تكمن عمق رؤياي في الكتابة
المدير المسؤول لجريدة الأحداث الأسبوعية”م-ن” و الكاتب العام للإتحاد الوطني المستقل لقطاع الصحافة و الإعلاميين و معتمد لدى جريدة الإنتفاضة من أجل الحداث
التعليقات مغلقة.