أبليت مدينة مراكش وخاصة المجال الإعلامي بها بعناكب سامة ينذر وجودها في أدغال إفريقيا أو في غابات الأمازون فهي تعيش بين ظهران الإعلاميين بالمدينة الحمراء، يقول العالمون بالأمور انها متنوعة ومتعددة لسعاتها تصيب الجيوب، قبل أن تصيب الواقع تكثر ساعة الطمع وتقل عند الفزع، تجدهم في كل واد يهيمون، عشاق للموائد، عديمو الفوائد، منهم من يحمل آلة، يجعل منها آلة استرزاقه، يعرضون الصور بمناسبة وغير مناسبة، يبيعون، يحرجون ولا يتحرجون في ارتكاب الآتام، وتدنيس ميدان الإعلام، ومنهم من قذفت به الأقدار إلى مراكش، وهو لم يحام حتى بزيارتها، فأصبح لذا البعض من رؤوس الأقلام يشار إليه بالبنان وليس في واقع الأمور إلا علامة سالبة سلبية امتهنت الإعلام وأهانته، واقترفت الجرم ضعفين، مرة بانتحال صفة الصحافة، ومرة بالمتاجرة بالخبر، والتحايل على المواطنين وتحويل ميدان الإعلام إلى سوق عكاض تداس فيها الأعراض، وتدبج المقالات بالاقتراض، منهم من علا واستعلى، وصال وجال في غفلة من الرقيب، يكون له بطانة تلهج بذكره وهو الذي لم يكن له ذكر، صنف من هذه الطينة من أصبح عنكبوتا يتلصق بأجساد الرسميين لا يتورع في حشر نفسه في كل مشهد ديدنه التقرب من رجال السلطة، وتقبيل أياديهم، والانبطاح أمام ابتسامتهم.
وصنف آخر أصبح يلقب بالأستاذ بعد أن لم تسعفه الظروف من ملامسة أهداب الأستاذية لا في الابتدائي ولا في غيره.
عجيب أمر هذا الزمان الذي يحفل بالوضيع ويحط من قيمة الجادين الذين أبلوا البلاء الحسن في ميدان الإعلام، أقلامهم مشهود لها بالطهر والتفان عكس عناكب الإعلام الذين يتصيدون بأقلامهم الوساخة والدناءة، والذكر السيئ مثل هؤلاء تدعو الظروف إلى فضحهم والكشف عن نواياهم حتى وإن كانت نواياهم تهد الجبال.
الانتفاضة
التعليقات مغلقة.