الانتفاضة // محمد المتوكل
سعد بن معاذ أسلم وعمره 30عام، مات وعمره 36عام، 6سنوات فقط في الاسلام، إهتز لموته عرش الرحمن، شيعة 70 ألف من الملائكة، خرج المسك عند حفر قبره، وتوفي وهو ابن ستة وثلاثين سنة وعند وفاته جاء جبريل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : من هذا العبد الصالح الذي مات ؟ فتحت له أبواب السماء ، وتحرك له العرش ، فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سعد قال لأصحابه : إنطلقوا إليه ، قال جابر : فخرج وخرجنا معه وأسرع حتى تقطعت شسوع نعالنا وسقطت أرديتنا فتعجب الصحابة من سرعته فقال: «إني أخاف أن تسبقنا إليه الملائكة فتغسله كما غسلت حنظلة» فانتهى إلى البيت فإذا هو قد مات وأصحاب له يغسلونه وأمه تبكيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «كل باكية تكذب إلا أم سعد». ثم حملوه إلى قبره ولما وضع في قبره كبر رسول الله وكبر المسلمون حتى ارتج البقيع. فقال رسول الله : «تضايق القبر على صاحبكم وضم ضمة لو نجا منها أحد لنجا سعد»، ثم فرج الله عنه، ولما انصرف من جنازته ذرفت دموعه حتى بلت لحيته. وقال أيضا : هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش ، وفتحت أبواب السماء ، وشهده سبعون ألفا من الملائكة لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك ، لقد ضم ضمة ثم أفرج عنه.
فماذا عملنا نحن الذين نقرا هذا الكلام؟ لاشيئ على الاطلاق، الكلام ليس للتعميم، ولكن اغلب شباب الامة ضائع بين الكرة، والفن والمسلسلات، والتفاهة والميوعة والزنا والشذوذ والمسكرات والشيشا والنفحة والبنات والسهرات والعري الفاحش والالتزام الكاذب والتدين المغشوش والقمار والسرقة والاجرام والكريساج والاختلاط الماجن واليوعة وخفض القول وترجل النساء والبحار العارية والفساد والافساد.
شبابنا اغلبه يتنقل بين اخر صيحات الموضة، واخر المباريات الكروية وبناتنا يميلون مع كل جهة لا دين لا دنيا لا صلاة ولا قيام ولا التزام ولا تدين وحتى ان كان هاك تدين فتدين مغشوش والتزام مكذوب وشعارات براقة تظهر الى اي حد توغلت فينا العولمة الماكرة، والتغرب الفاسد وصرنا لا نقوى على المسير ولا نعلم اي منقلب سننقلب، شباب مائل مميل لا يدري لا ما يقدمه ولا ما يؤخره لاسف الشديد، فصرنا لا تتقن الا فن (المعاطية) والسب والشتم والخذنية والقذف والغيبة والنميمة والتجسس والمكر والخداع والحقد والحسد والضغينة والافتراء والتبختر والتنمر والتكوليس واصطياد الفرص من اجل بقشيش لا يسمن ولا يغني من جوع للاسف الشديد.
ضاعت فينا الصلاة للاسف الشديد وضاع الصدق وضاعت الامانة وضاع العفاف وضاع الشرف وضاع الحق وضاع العلم وضاعت المعرفة وضاع العلم وضاعت التقوى وضاع الحلم الجميل وضاع الامل وضاع النبل وضاع الطهر، وضغى فينا كل اشكال الظلم والفساد والافساد المادية والمعنوية وبالتالي صرنا في مؤخؤة الترتيب بعد ان ادينا القسم امام الشيطان لنكون اعوانا له في الدنيا ويكون مصيرنا جهنم يوم القيامة نسال الله السلامة والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والاخرة.
بقي ان نشير الى شبابنا ما لم يلتزموا بالدين الحنيف شكلا ومضمونا قلبا وقالبا لبا وجوهرا فاكيد ستستمر فينا الافات والعاهات والكوارث التي تدل دلالة واضحة اننا صرنا غثاء كغثاء السيل لا يمكن ان يلقى بنا الا في قمامة التاريخ غير ماسوف علينا للاسف الشديد.
التعليقات مغلقة.