الحي الصناعي القلب النابض بمراكش والذي يحوي بين دروبه وازقته كل المهن ابتداء من الخياطة مرورا بالمعامل وصولا الى الوحدات الصناعية التي تشغل عددا كبيرا من العمال ياتون من مراكش ومن خارجها.
لكن الملاحظ هو ان هذا الحي الصناعي لا يقابله اي تطور في على الاطلاق، فالحي لا يتوفر على طرق جيدة، ولا انارة في بعض الاحياء المظلمة، ولا ماء صالح للشرب في بعض الدروب والازقة، ولا قنوات للصرف الصحي تلبي حاجيات الالاف من المغاربة الذين يفدون الى هذا الحي من اجل لقمة العيش، اما الحفر التي تتوسط شوارع الحي فحدث ولا حرج، اما الكلاب الضالة فانها تتوسط بعض المدارات بالحي دون ان تكلف السلطات المحلية نفسها عناء البحث عن لهذه المعضلة.
يستقل العمال والعاملات حافلات (الزا) المهترئة يوميا، من اجل الالتحاق بمقرات العمل والتي غالبا ما تكون لساعات مضنية، وذلك من اجل البحث عن مورد رزق، لكن لا يقابل ذلك مساهمة الدولة في اصلاح بعض الاعطاب التي تتوسط الحي الصناعي، والتي تكون في الغالب غير قادرة على مسايرة طموحات وامال الوافدين كل صباح من اجل تدوير عجلة الاقتصاد وانعاش الحركية الاقتصادية بمدينة مراكش التي يروج لها اعلاميا كونها مدينة السياحة وهي في الاصل لا تصلح ان تكون حتى قرية فبالاحرى مدينة عالمية يفد اليها السياح من كل صوب وحدب.
بقي ان نشير الى ان الحي الصناعي يبدو من اسمه انه لا يخدم الا مصالح (الباطرونات) وارباب المصانع واصحاب المال والاعمال، في الوقت الذي يجعل من مصالح العمال و (البوفرية) و (الدراويش) والفقراء والمحتاجين والمعوزين ثالثة الاتافي.
نداء الى المسؤولين بمراكش والمنتخبين والماسكين بزمام الامورر في المدينة الحمراء التي ليلها ليس كنهارها والتي يحاول البعض ان يصورها لنا وكانها جنة الله في الارض وهي في لاصل ليست الا ملحقة للاجانب يعبثون فيها فسادا وافسادا، ليس هذا من باب التجني على المدينة ولكنه الواقع الي لا يرتفع، من اجل ان تجعل من مصالح العمال اولوية الاولويات، لانه في الاول والاخر هم من يشكلون عصب الاقتصاد ويعيلون اسرا وعائلات لا تبحث الا على تحقيق الحياة الكريمة.
التعليقات مغلقة.