إن اجمل اللحظات التي يحياها الإنسان وتكون مبهمة له تظل هي أجمل الذكريات التي لا تفتأ تغيب عن ذاكرته بل تظل راسخة منحوتة فيها، كما تكون هي الحافز الحقيقي والمحرك نحو الصمود والإصرار والتحدي، شأنها شأن أصعب المواقف والتحديات التي تصير أيضا أكمل وأبلغ الدروس..
فكل تحدي أو كل خطأ هو بمثابة فرصة للتعلم وكسب معايير التحدي، وهو أيضا فرصة لتطوير المواهب واكتساب مهارات جديدة وتعديل السلوك نحو الأفضل، وهي قاعدة حياتية من قواعد الحياة التي لا غنى للإنسان عنها.
إننا عندما نقول: “فمن لم يتحرك يموت”!.. فبالفعل لا يمكن للحياة أن تدب إن لم تكن هناك حركة إرادية وقوة دفع عارمة حتى تتخطى كل الهزات والتحديات الحياتية، ولولا المواقف الصعبة لما نلنا شرف التحدي…ولولا الإرادة الجامحة والإصرار العارم لما استمرت الحياة…ولولا الحركة لما كانت هناك إلا الموت.
وإننا عندما نعي جيدا أن لا حياة إلا لمن يريد ان يكون حافزا ومحفزا للخير، يمشي بين الناس باللين والكلمة الطيبة…فيعطي باللسان كل شيء طيب وجميل…كما يعطي بالقلب كل إحساس رائع وصادق…فلا يفقد أي شيء…بل ينال بالرفق كل شئ جميل، ويتجاوز كل العقبات بكل إصرار جميل…فيكون ممن قال الله تعالى فيهم: “وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما”، فينال بذلك الرضى والثقة بالله ويكسب القبول واليقين في هذه الحياة التي تصير مريحة هي بالله تعالى ، فيستودع الله شتات أموره ويناجي الله في ضعف قوته وقلة زاده ويمضي مبتسما ومتيقنا عين اليقين أن رحمة الله وسعت كل شئ.
السابق بوست
التعليقات مغلقة.