قال مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان إن “التعديل الحكومي إجراء سياسي ودستوري يتطلب تدابير ومجموعة من الشروط، وعندما تتوفر سنمضي في هذا المجال”.
و لا يُعرف على من يعود الضمير في فعل:” سنمضي”، على مصطفى بايتاس أم على رئيس الحكومة أم الوزراء جميعا، ام لمن يشير اليهم الدستور.
كما تُجهل، أيضا، الأسباب التي تجعل وزيرا منتدبا، يُقحم نفسه في أمر بعيد عنه، و يخول لنفسه، أن يتحدث في ” أشياء” لا قِبل له بها، و تخضع لمنطق التشاور بين من يعنيهم الأمر.
والحالة هذه، نعتقد ان الوزير جزء من الكل، وأن الكل يكون من اجتماع الأجزاء، اكيد ان وجود الكل بلا وجود الجزء محال. كما ان الكل معرف من الخارج اي انه الاطار العام المكون للأجزاء، اما من الداخل فتوجد الاجزاء وهي تتميز عن بعضها البعض حسب قيمتها داخل الكل ولا يمكن لأي جزء ان يضم باقي الاجزاء إلا اذا كان هو نفسه الكل …. لذا فإن الشخص الواحد/الوزير الواحد او حتى مجموعة وزراء لا يمكن ان يكونون الكل.
و قبل أيام اجتمع عزيز أخنوش، في مقر إقامة رئيس الحكومة، بشارع الأميرات بالرباط، مع الصحافة المقربة من هذه التجربة الحكومية ” الفاشلة”، والمدافعة عن أوراشها التي انتهت إلى الحائط، و فرصتها الضائعة، وفضفض إليهم بما يدور بخاطره بشأن التعديل الحكومي، بعد أن أصاب الإنهاك فريقه في النصف الأول من الولاية الحكومية، من دون أن يضرب موعدا محددا لهذا التعديل، بسبب الأعطاب التي لحقت بعجلته، و عجلات الأغلبية الحكومية، بعد تنحية عبد اللطيف وهبي من الأمانة العامة لحزب الأصالة و المعاصرة، و تعويضه بقيادة ثلاثية، و عجز حزب الاستقلال على عقد مؤتمره، نتيجة العواصف الهوجاء التي تحجب الرؤية في صحراء حزبية قاحلة بلا ماء.
و يبدو أن الجفاء بين التحالف الأغلبي أصبح سيد الموقف، بعد أن ذهبت ريحهم، التي لم تحمل بذور التلقيح التي بمقدورها تخصيب التجربة، فتتفتح أزهار النجاح، و اختفت أسراب النحل، التي كان بمقدورها القيام بهذا الدور.
و لا أحد يعلم إلى أين تمضي هذه الحكومة، و لا إلى أي تعديل حكومي يريد أن يمضي مصطفى بايتاس، ربما إلى حال سبيله، بعد أن حقق مبتغاه، و كان الشخص الأكثر حظا في هذه التجربة، التي حملته من أستاذ التعليم الابتدائي إلى محامي متمرن إلى وزير منتدب، و قد يراهن على بلوغ رتبة وزير كاملة مكمولة، لتكتمل ” الباهية”، كما في لعبة الورق ( اترس)، و هي تسمية قريبة من رهان ” التيرسي”، حيث تخوض الخيول سباقات مجنونة، غير أنه، أحيانا، قد يفوز بالسباق toucart، لم يقامر أحد بالمراهنة عليه.
و الظاهر أن أي تعديل على شكل حركة انتقالية، تغير فيه الحقائب لا الوجوه أو هما معا، قد يكون بدون معنى و من غير جدوى، لأن ما تفتقر إليه هذه الحكومة، هي ” الروح”، التي تنفخ على جدوة الحماس التي انطفأت في هذا الفريق، فكان طبيعيا أن تشتغل بمنطق كل حزب يبحث عن جمرة يطيب بها خبزتو، حتى أصبحت هذه الأغلبية لبعضها البعض حطبا.
التعليقات مغلقة.