تعتبر جريمة الاتجار بالبشر من أقدم الظواهر التي عرفتها البشرية، خاصة الاطفال الا ان تنامي هذه الظاهرة لازال مستمرا الى يومنا هذا، وان إختلفت معالمها وتعددت صورها، فقد اصبحت عبارة عن تنظيم معقد وخطير بيد عصابات اجرامية منظمة، تخلف من ورائها اثار وخيمة على أمن الدولة واستمرارها.
لعل اخطرها “الاتجار بالرضع” كما وقع في مدينة فاس، حيث تمكنت الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بالمدينة ذاتها، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من توقيف 30 شخصا من بينهم 18 عنصرا للامن الخاص وطبيب وممرضان ، ومجموعة من مهني القطاع الصحي ووسطاء، وذلك الإشتباه في تورطهم في ممارسة الابتزاز والتهديد والتلاعب في عملية الاستفادة من الخدمات الطبية العمومية والاتجار بالرضع حديثي الولادة ،التي ستنطلق محاكمتهم يوم 14 فبراير الجاري.
وحسب المعطيات الأمنية فإن نتائج البحث الأمني ” كشفت أن من بين الاشخاص الموقوفين من يشتبه في تورطه في الوساطة في بيع الاطفال حديثي الولادة بتواطؤ مع امهات عازبات، بمقابل مادي لحساب الاسر التي ترغب في كفالة الاطفال المهملين”، مشيرة الى أنه “يشتبه في تورط البعض الآخر في ابتزاز المرضى وعائلاتهم مقابل الحصول على مواعيد الفحص والتشخيص والزيارة، وكذا الوساطة في إجراء عمليات الاجهاض بطريقة غير قانونية واصدار شواهد طبية تتضمن معطيات مغلوطة”.
وللاشارة فقد تم الاحتفاظ بجميع الاشخاص الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك قصد تحديد كافة الافعال الإجرامية المنسوبة لكل واحد منهم، وكذا تحديد الامتدادات المحتملة لهذه الأنشطة الإجرامية.
وفي هذا السياق تدخلت منظمة “ماتقيش ولدي” على خط القضية “المتاجرة بالرضع”، بمدينة فاس خلال الأيام الماضية، معلنة عن تنصيب نفسها طرفا مدنيا في هذه القضية.
ومن جهتها حذرت من استغلال المأسي الإنسانية والاجتماعية من بعض الاشخاص الاتجار بها، حيث يتطلب الأمر تدخلا من فعاليات المجتمع المدني والحقوقي والاحزاب السياسية لتوحيد الجهود، بهدف حماية طفولة المغرب باعتبارها مستقبل الوطن “.
حيث نبهت هذه الأخيرة، ضمن بلاغ لها حول الموضوع الى “ضرورة البحث عن الرضع حديثي الولادة الذين يتم بيعهم من اجل ايجادهم وتحصينهم من شبكات الاتجار بالأعضاء البشرية “، منوهة ب”يقضة السلطات الأمنية وتحركها للتصدي لهذه الافعال الإجرامية “. وتسليطها الضوء على ملف التخلي عن الرضع حديثي الولادة من قبل الأمهات العازبات، واصفا اياه بأنه “يرقى إلى درجة اجتماعية، فضلا عن كونه يشكل تمثلت خطيرا لظاهرة الاتجار بالبشر لفائدة عائلات مجهولة”.
التعليقات مغلقة.